غزة أرقام صادمة 80% إعانات 40% تحت خط الفقر 43% البطالة

غزة أرقام صادمة 80% إعانات 40% تحت خط الفقر 43% البطالة 
الحدث- الأناضول
لم تكن الأرقام والإحصائيات الصادرة عن مؤسسات أمميّة، ودوليةبشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة صادمة كما هو الحال هذه الأيام، حيث تكشف عن حياة قاتمة لقرابة مليوني مواطن، قد تدفع إلى ما وصفه مراقبون فلسطينيون بـ"الانفجار" في وجه كل شيء.
 
عبد الستار قاسم، الكاتب الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت برام الله في الضفة الغربية، قال لمراسلة الأناضول إن "الوضع الإنساني في قطاع غزة، وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور".
 
وتابع "هناك أرقام مخيفة تحذر من ارتفاع معدلات البطالة، والفقر، بالتزامن مع انعدام أي حلول سياسية، وتأخر إعمار ما خلفته الحرب الإسرائيلية، نحن نتحدث عن قنبلة موقوته من الغضب والإحباط قد تنفجر في أي لحظة"، مضيفا أن "ما تصدره المؤسسات الدولية من أرقام عبارة عن رسائل تحذير، يجب أن تلتقطها كافة الأطراف لمنع تدهور الأوضاع والوصول إلى انفجار قريب في قطاع غزة".
 
وحذر قاسم: "في غزة يتولد شعور يومي لدى السكان، بأنه ليس هناك ثمة ما يخسرونه، وهو ما قد يدفعهم للانفجار في اتجاه الحدود مع مصر، أو إسرائيل، أو يثورون على من يحكمهم من مختلف الفصائل".
 وفي زيارته إلى غزة الإثنين الماضي، وصف وزير الخارجية الألماني فرنك ولتر شتاينماير الأوضاع داخل القطاع  بـ"برميل بارود"، قائلاً خلال مؤتمر صحفي عقده في ميناء غزة "الوضع بغزة قاسٍ جدا، ولا يجوز أن يستمر أبدا، القطاع برميل بارود، ولا يجوز أن ينفجر، أو السماح بذلك".
 
وأضاف وزير الخارجية الألماني، إنه يعمل مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين على تغيير "الواقع المأساوي" في قطاع غزة، ومنع تكرار حرب أخرى مع إسرائيل.
 
بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من تداعيات استمرار الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، وقال في كلمةله الأربعاء في نيويورك بمناسبة ذكرى مرور 65 عاماً على تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "غزة على فوهة بارود (...)،علينا ببساطة بذل المزيد من الجهد لمواجهة هذا التحدي".
 
وفي 22 مايو/أيار الماضي، أصدر البنك الدولي، بيانا قال فيه إنّ "نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43 %، وهي الأعلى في العالم، في حين ارتفعت البطالة في صفوف الشباب إلى ما يزيد عن 60% بحلول نهاية عام 2014، وهو أمر يدعو للقلق".
 
ستين لو يورجينسون المدير الإقليمي للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفت كذلك إلى أن "تعتبر أرقام البطالة والفقر في قطاع غزة مقلقة جداً والتوقعات الاقتصادية مزعجة نظراً لعدم قدرة الأسواق القائمة في القطاع على توفير فرص عمل، مما ترك شريحة واسعة من السكان ولا سيما الشباب في حالة من اليأس".
 
وأضاف "تسبب الحصار المستمر وحرب عام 2014 بآثار مدمرة على الاقتصاد في قطاع غزة وعلى معيشة الناس".
 
ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة، أشار بدوره إلى أن وضع القطاع "كارثي، ووصل إلى حافة الانهيار التام".
 
وأضاف الطباع في تصريحات للأناضول، إن "سكان قطاع غزة يعيشون أوضاعا أسوء مما يتخيلها بشر"، مردفاً "قطاع غزة يدخل مرحلة ما بعد الموت السريري حيث أن القطاع بات نموذجا لأكبر سجن بالعالم، بلا إعمار، بلا معابر، بلا ماء، بلا كهرباء، بلا عمل، بلا دواء، بلا حياة، بلا تنمية".
 
وتابع "هذه المؤشرات وتضييق الخناق على قطاع غزة، تنذر بأن الانفجار قادم، في حال لم يتم الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها والبدء في إعمار ما خلفته الحرب الأخيرة".
 
ومنذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي.
 
واستمرت إسرائيل في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران 2014.
 
وقد أدت الحرب الإسرائيلية على غزة صيف عام 2014 إلى انخفاض ناتج النمو المحلي الإجمالي لقطاع غزة بنحو 460 مليون دولار، وكانت قطاعات الإنشاءات والزراعة والصناعة والكهرباء الأكثر تأثراً، مع انخفاض الناتج بنسبة 83 % في قطاع الإنشاءات في النصف الثاني من عام 2014، وبنسبة 50 % تقريباً في بقية القطاعات، وفق إحصائيات للبنك الدولي.
 
وترصد بيانات البنك الدولي أن "سكان غزة يعانون من سوء الخدمات العامة الأساسية وتدني جودتها، مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، ويحصل نحو 80 % من سكان القطاع على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40 % منهم يقبعون تحت خط الفقر"
 
معين رجب أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر بغزة، ذكر أن "التقارير والمؤشرات الاقتصادية الصادرة من مؤسسات دولية ومحلية صادمة، وتنذر بخطورة شديدة ف القطاع،  خاصة مع غياب الإصلاح والتنمية والإعمار، ما قد يدفع السكان نحو مزيد من الإحباط، واليأس، وهو ما يجعل الوضع قابل للانفجار".
 
واستدرك بالقول إن "إنعاش الوضع الإنساني في غزة، كفيل بمنع أي تدهور ميداني، وتجدد الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
 
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب 2014، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، أنهت حربا على قطاع غزة استمرت لـ"51 يوما".
 
وتعهدت دول عربية ودولية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً تم تخصيصه لإعمار غزة، فيما  النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفته الحرب، يسير بوتيرة بطيئة جداً عبر مشاريع خارجية بينها أممية، وأخرى قطرية.
 
وشدد هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، على أن "عدم الإسراع في إعمار ما خلفته الحرب، ورفع الحصار الإسرائيلي بشكل كامل، يجعل من الوضع فوهة بركان، قابل للانفجار في أي لحظة، مضيفاً في حديثه للأناضول أن "الأرقام الصادمة التي ترتفع يوما بعد آخر في قطاع غزة، تدفع نحو العنف بسبب اليأس الذي يسيطر على السكان المحاصرين لما يقارب من عقد من الزمن".
 
وتابع "الحياة في غزة متوقفة، صفوف العاطلين عن العمل تزداد، لا وظائف للخريجين، الأمور تذهب نحو الانفجار في وجه كل شيء".
 
ووفق اتحاد العمال في قطاع غزة، فإن قرابة 200 ألف من أصل  330 ألف عامل، في سوق العمل الفلسطيني بقطاع غزة، باتوا عاطلين عن العمل، بفعل سنوات الحصار وما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة. 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -