معاناة المشردين تتضاعف ويوم "الإعمار" بسنة

معاناة المشردين تتضاعف ويوم "الإعمار" بسنة
كمية إسمنت يناير تغطي احتياجات يوم فقط
الرسالة نت- لميس الهمص
يضرب المواطن يحيى خضر كفا بكف تعبيرا عن وضعه وعائلته التي ما زالت تقطن في إحدى مدارس الإيواء شمال القطاع دون أي تغير على وضعهم رغم مرور قرابة الخمسة أشهر على انتهاء الحرب الأخيرة على غزة. وينتظر خضر إعادة بناء منزله المكون من 6 طوابق، وتقطن فيه 7 عائلات، قائلا: "الأونروا وضعتنا في الزاوية الصعبة، إما القبول بالإعمار بشروطها، أو لا إعمار".
خضر وقرابة الخمس عشرة آلاف مشرد ما زالوا يقطنون في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث وتزداد معاناتهم في ظل بطء خطة الإعمار.
وتضاعفت معاناة المشردين بعد قرار وكالة الغوث وقف التعويضات وبدل الإيجار الذي كانت تدفعه لأصحاب المنازل المهدمة، بسبب عدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها ما يعني أن خطة الإعمار باتت ميتة مع وقف التنفيذ.

وتدلل كميات الإسمنت الواردة للقطاع إلى إن إعادة الإعمار ستستغرق 20 عاما في حال استمر العمل بخطة سيري دون أية تعديلات، خاصة إذا ما علمنا أن قطاع غزة يحتاج لــ10 آلاف طن يوميا من الإسمنت لتتم إعادة الإعمار خلال 3 سنوات، إلا أن مجموع ما دخل للقطاع منذ إعلان خطة سيري قبل خمسة أشهر هو 30 ألف طن فقط.
وضع مزر
أوضاع اللاجئين المدمرة منازلهم دفعت الموجودين داخل مدرسة الشوكة للإيواء شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة، للإعلان منذ أيام عن الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجًا على أوضاعهم المعيشية الصعبة داخل مركز الإيواء.
ويشكو الموجودون في مركز الإيواء من تقليص تدريجي للطعام المقدم لهم، مطالبين بالإسراع في إعمار منازلهم.
بدوره قال الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع إن كابونة الإسمنت لا تعمر قطاع غزة، مشددا على أن خطة سيري فشلت فشلا ذريعا.
وأرجع سبب الفشل للآليات التي تعمل بها الخطة، مشيرا إلى أن مجموع ما دخل من الإسمنت خلال شهر يناير هو 10 آلاف طن وهي الكمية التي يحتاجها قطاع غزة بشكل يومي لإعادة الإعمار خلال ثلاثة سنوات.
ويرى الطباع أن الحل يكمن في رفع الحصار كليا دون أي قيود أو شروط.
البدائل صعبة
وعزى مبعوث للأمم المتحدة في الشرق الأوسط روبرت سيري سبب تعطّل إعادة الاعمار في قطاع غزة إلى غياب وجود طرف فاعل في غزة، قائلاً: "نحتاج حكومة قادرة على تحمل المسؤولية".
وأكد سيري في تصريحات صحفية الجمعة الماضي، على ضرورة وجود إدارة فعالة ومستقرة في قطاع غزة وبغياب ذلك فان المانحين الدوليين قلقون من إرسال الأموال إلى غزة.
وقال "لدينا آلية ناجحة (في الأمم المتحدة) لكن كل ما سوى ذلك غير موجود تقريبا وهذا يؤثر على قرارات المانحين (لكنني) لا (أعفي) المانحين من مسؤولياتهم. مسألة عدم توفر سوى القليل من المال فضيحة.
إلا أن مراقبين أكدوا أن عدم توفر الدعم المالي لا يعفي وكالة الغوث من مسؤولياتها لأنها تصدت للازمة منذ البداية على اعتبار ان اموال الاعمار ستوفر لها مصدرا ماليا وهذا يعني انها يجب ان تتحمل هذه المسؤولية حتى النهاية.
ولفتوا إلى أن وكالة الغوث جزء من منظومة اممية فشلت في ايجاد حلول سريعة للتعاطي مع الواقع الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون، ولعل دور وكالة الغوث وخطة سيري يعكس فشل هذه المنظومة في التعامل مع أزمة النازحين.
بدوره اعتبر المحلل السياسي "سمير أبو مدللة" أنه لا يمكن إيجاد بدائل لخطة "سيري" للإعمار في الوقت الحالي.
وبين أن تعديلها هو المطلوب الآن في ظل عدم إيفاء الأمم المتحدة والدول المانحة بوعودها المالية التي تعهدت بها وفي ظل التنكر (الإسرائيلي) لما اتفق عليه في القاهرة.
ورأى أبو مدللة، أن المطلوب الآن خطوتين: الأولى، قيام السلطة بالعمل على تعديل الخطة بالاتفاق مع الأمم المتحدة لكي يسمح ذلك التعديل بسرعة إدخال مواد الإعمار لغزة.
أما الثانية، فتتعلق بضرورة الحديث عن بدائل عن الجانب الإسرائيلي في عملية الإعمار، وبديهاً سيكون التفكير باتجاه مصر عبر معبر رفح، وإذا ما التزمت الدول المانحة بما تعهدت به فإن الخطة ستكون أفضل.
ويرى أبو مدللة أن وقف توزيع الأموال على المتضررين يهدف بشكل أساسي للضغط على الدول المانحة لدعم موازنة الأونروا، وهو ما دفع أمريكا للتأكيد عن أنها ستواصل الدعم وحثت باقي المانحين على تحويل الأموال لوكالة الغوث.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -