اقتصاديون: تصريحات "سيري" إعلامية براقة لتجميل الحصار

اقتصاديون: تصريحات "سيري" إعلامية براقة لتجميل الحصار
غزة : مريم الشوبكي
اتفق اقتصاديون على أن تصريحات المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري الأخيرة حول مواد البناء، هي مجرد تصريحات إعلامية "براقة" بعيدة عن أرض الواقع، وهي لتجميل الحصار، مطالبين بتحديد كميات مواد البناء وليس عدد الأشخاص المتضررين من الحرب.
وقال "سيري"، الجمعة الماضية: إنه سيتم إدخال مواد البناء الأسبوع المقبل لنحو 25 ألفًا من أصحاب المنازل في قطاع غزة من أجل ترميم بيوتهم المتضررة، موضحا أنه في الأسابيع المقبلة سيتمكن جميع الأفراد في غزة الذين يحتاجون إلى مواد البناء من الوصول إلى الآلية إذا أرادوا.
خطة عقيمة
وصف المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الإنشائية في غزة فريد زقوت تصريحات "سيري" بالبراقة وبعيدة عن التطبيق العملي على أرض الواقع، بعد مرور ثلاثة شهور ونصف على انتهاء الحرب الإسرائيلية لم يدخل مواد بناء باستثناء 600 طن سابقا، و700 طن لاحقا.
وقال زقوت لـ"فلسطين": إن إدخال 1300 طن من الاسمنت أمر غير مجدٍ وخطة الإعمار عقيمة مع استمرار إدخال مواد البناء بهذه الكميات.
ولفت إلى أن الكميات التي كانت تدخل قطاع غزة من المعابر الإسرائيلية في فترة النمو الطبيعي قبل فرض الحصار، تتراوح ما بين 3500 إلى 4000 طن اسمنت يوميا، اليوم القطاع بحاجة إلى إعادة إعمار 70 ألف منزل مدمر ما بين جزئي وكلي.
وعبر عن أمله في أن يتم العمل فعليا على إدخال كميات كافية من مواد البناء والتي تغطي احتياجات الإعمار في غزة.
وناشد زقوت المسئولين الحكوميين والمؤسسات الدولية القائمة على عملية إعادة الإعمار بالتحرك السريع لإدخال مواد البناء لأنه استحقاق لشعب الفلسطيني.
وعن سؤاله حول تصريح "سيري" حول إمكانية استفادة جميع الأفراد في غزة الذين يحتاجون إلى مواد البناء من الوصول إلى الآلية إذا أرادوا الأسابيع المقبلة، أجاب :" خطة سيري لم تنشر بالتفاصيل ولم يطلع عليها أحد، فضلا عن أن السلطة لم تشارك في صياغة الخطة، والتي تنص آليتها على منح مواد البناء للمتضررين فقط دون المواطن العادي".
وأكد المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الإنشائية أن مصانع المواد الإنشائية يجب أن تعود لعملها بشكل كامل دون استثناء حيث يعمل الآن 15 % منهم فقط، فهي رافع للاقتصاد الفلسطيني، وتساهم في تشغيل الأيدي العاملة وهذا ينعكس إيجابا على الأسر الفلسطينية.

إنهاء الحصار
وبدوره قال المحلل الاقتصادي ماهر الطباع :" بعد تجميل الحصار يحاولون تجميل خطة سيرى العقيمة، وجاءت تصريحاته كدعاية إعلامية لمحاولة تمرير الخطة مرة أخرى.
وأكد الطباع لـ"فلسطين" أن المطلوب من "سيري" تحديد كميات مواد البناء، وليس تحديد عدد المتضررين الذين سيستفيدون من مواد البناء خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن احتياج قطاع غزة من مواد البناء 400 شاحنة من مواد البناء يوميا حتى الانتهاء من الإعمار في مدة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات.
وأشار إلى أن المطلوب إدخال مواد البناء وإنهاء الحصار الظالم وليس تفاهمات وآليات إضافية .
وقال :" حتى الآن لم تتم الإجابة على المواطن العادي غير المتضرر ويريد الاسمنت , كيف سوف يحصل عليه، هناك آلاف الوحدات السكنية المتوقفة وتعتبر الأموال مجمدة, ويكبَّد المستثمرون خسائر كبيرة". 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -