عقبات تواجه اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل

عقبات تواجه اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل

يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شهره الثاني، في ظل عدم تنفيذ إسرائيل لأي من بنود الاتفاق، الذي أبرم في العاصمة المصرية القاهرة في السادس والعشرين من أغسطس/ آب الماضي .
هشام محمد - غزة
وينص الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل ومتبادل، بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومستلزمات إعادة الإعمار، والسماح للصيادين بالصيد حتى 6 أميال بحرية، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى، خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار .
ولم تطبق إسرائيل من الاتفاق سوى توسيع مساحة الصيد الى 6 أميال، لكن مراقبين أكدوا أن البحرية الإسرائيلية اخترقت الاتفاق، وتقوم بين الفينة والأخرى بمطاردة الصيادين في عرض البحر واعتقال عدد منهم، كما نفذ الجيش الإسرائيلي عدة توغلات محدودة في أراضي المواطنين شرق القطاع .

ويشار مع ذلك إلى أن وفدي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي، عقدا جلسة غير مباشرة برعاية مصرية، الثلاثاء الماضي، لوضع جدول أعمال المحادثات التي ستنطلق في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل .
وعلى صعيد المعابر وإدخال مواد البناء لإعادة الإعمار، أكد ماهر الطباع، المسؤول في الغرفة التجارية بقطاع غزة والخبير الاقتصادي، عدم حدوث أي تغيير على معابر قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الطباع لوكالة "روسيا سيغودنيا"، إن المعابر ما زالت مغلقة، باستثناء معبر كرم أبو سالم التجاري ومعبر بيت حانون (إيريز)، مؤكداً أن المعبر التجاري يعمل بنفس الآلية التي كان يعمل بها قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وأشار إلى أن متوسط عدد دخول الشاحنات بلغ 200 شاحنة في اليوم، وأن أغلب هذه الشاحنات عبارة عن مساعدات على حساب القطاع الخاص .
وفيما يخص إعادة الإعمار وإدخال مواد البناء، أعلن روبرت سيري، ممثل الأمم المتحدة، عن خطة لإعادة إعمار غزة، تنص أبرز بنودها على ممارسة رقابة دولية صارمة على إدخال مواد البناء للقطاع، مؤكدا وجود موافقة فلسطينية - إسرائيلية على الخطة .
ولكن الطباع انتقد هذه الخطة، وقال: "إنه في حال وجود رقابة على مواد البناء للقطاع، لن تكون هناك عملية إعمار جدية، لأن القطاع لا يحتاج فقط للإعمار، بل إلى عمليات تنموية .
ويشير الخبير الاقتصادي إلى حالة التشاؤم بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق ثلاثي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأمم المتحدة، للبدء في إدخال مواد البناء الضرورية لإعادة إعمار قطاع غزة بهذه الخطة، التي تفرض رقابة صارمة وشديدة على كل تفاصيل إدخال مواد البناء وتجهيز قاعدة بيانات، تراقبها إسرائيل، وتشتمل على مجمل المشاريع والقائمين عليها .
واعتبر الطباع هذا الاتفاق تجميلا واستمرارا لحصار قطاع غزة، برعاية دولية أممية، وليس إنهاء الحصار، كما تم الاتفاق عليه، في مباحثات القاهرة لوقف إطلاق النار .
ونوه المسؤول الفلسطيني، بأن قطاع غزة يحتاج، لإعادة إعماره، إلى فترة خمس سنوات، لكن هذا يتطلب إدخال ما يزيد عن 400 شاحنة يوما فقط من مواد البناء، دون رقابة أو قيود. ولكن في حال تم تطبيق آلية الرقابة العقيمة على دخول مواد البناء، سوف يحتاج قطاع غزة إلى 20 عاما لإعادة إعماره، وفق ما صرحت به الشركة الدولية "شيلتر كلاستر"، بعد تقييمها الذي استند إلى قدرة معبر كرم أبو سالم في التعامل مع مائة شاحنة من مواد البناء يومياً.
وطالب الطباع المؤسسات والمنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة واللجنة الرباعية، بممارسة الضغط الحقيقي والجاد على إسرائيل، من أجل فتح كافة معابر قطاع غزة أمام حركة الأفراد والبضائع، والعمل على إنهاء الحصار بشكل فوري، لتجنيب قطاع غزة الوقوع في كارثة اقتصادية، اجتماعية، صحية وبيئية .
يذكر، أن إسرائيل أغلقت كافة المعابر مع غزة، باستثناء معبرين وهما معبر أبو سالم التجاري ومعبر بيت حانون، فيما أغلق خلال السنوات الماضية كل من معبر كارني وناحل عوز وصوفا .
ويرى هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، أن قرار وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيه نوع من الالتزام، وسيكون طويل المدى، ويقول: "هناك نوايا من قبل الجانبين بعدم العودة إلى إطلاق النار، لأن هناك تأثيرا على الواقع الحياتي اليومي، وأعتقد أن الفصائل معنية بعدم الخوض في معركة جديدة في الوقت الحالي، ونفس الشيء بالنسبة لإسرائيل".
ويضيف البسوس لوكالة "روسيا سيغودنيا": "ستكون هناك محادثات حول المطالب الفلسطينية في الجانب الإنساني، متوقعاً نجاحاً نسبياً لها، خاصة أنه لن تتم الاستجابة لكل المطالب، لكن سيكون هناك فتح للمعابر، وإدخال المواد الأساسية، بالتنسيق مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والأمم المتحدة. لكن في موضوع الميناء والمطار، لن يكون هناك توافق عليهما، وستتم الاستعاضة عنهما بإدخال مزيد من المواد الأساسية" .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -