الفلسطينيون يعلقون آمالا على مؤتمر المانحين لترميم أشلاء غزة المتناثرة

الفلسطينيون يعلقون آمالا على مؤتمر المانحين لترميم أشلاء غزة المتناثرة
غموض في التوجهات وسط تضارب في الأرقام.. والخسائر تتكشف يوما بعد يوم
الاقتصادي- حسناء الرنتيسي- أرقام تلو أرقام.. مسودة أولى وأخرى .. أضرار تكشف أضرارا أخرى .. هذا هو ما آل إليه حال قطاع غزة بعد العدوان الأخير، لا يوجد رقم نهائي، لا توجد احصائية دقيقة، الألوف والملايين تتحدث بشكل يكاد يكون عشوائيا.
 
وقد خلصت وثيقة صادرة عن "بكدار" الى ان التكلفة الاجمالية لعملية اعادة اعمار وتنمية غزة تصل لـــ7.8 مليار دولار، بحيث رُصد مبلغ 450 مليون دولار للحاجات الاغاثية العاجلة، وقدرت الخسائر المباشرة وغير المباشرة للعدوان الاخير بــ4.4 مليار دولار، في حين وضعت ميزانية بقيمة 3.02 مليار دولار للحاجات التنموية، بما يشمل الميناء ومحطة تحلية المياه وغيره.
 
الجهات الرسمية لم تجمع بعد على احصائية محددة للخسائر الأخيرة للعدوان على قطاع غزة، فالمهمة تكاد تكون مستحيلة، يأتي هذا الواقع ونحن يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لمؤتمر المانحين الذي يبني الفلسطينيون عليه آمالا لاعادة اعمار قطاع غزة، وترميم أشلائه المتنائرة.
وقد خلصت وثيقة صادرة عن "بكدار" مؤخرا الى ان التكلفة الاجمالية لعملية اعادة اعمار وتنمية غزة تصل لـــ7.8 مليار دولار، بحيث رُصد مبلغ 450 مليون دولار للحاجات الاغاثية العاجلة، وقدرت الخسائر المباشرة وغير المباشرة للعدوان الاخير بــ4.4 مليار دولار، في حين وضعت ميزانية بقيمة 3.02 مليار دولار للحاجات التنموية، بما يشمل الميناء ومحطة تحلية المياه وغيره.
 
الخبير الاقتصادي ومدير العلاقت العامة في غرفة تجارة غزة ماهر الطباع قال لـ"الاقتصادي" انه كان مع تأجيل مؤتمر المانحين، وأضاف "اقترحت تأجيله لشهر تشرين الأول القادم قبل الاعلان عن ذلك، حيث ان موعد المؤتمر السابق كان في شهر ايلول، وعندما تم تحديد موعد المؤتمر لم يأخذ بعين الاعتبار أن الحرب ستستمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة".
 
وقال الطباع إن تأجيل المؤتمر لشهر اكتوبر يعطى الفرصة للجان حصر الأضرار للانتهاء من عملها في كافة القطاعات، والانتهاء من تجهيز التقارير الخاصة بذلك، ووضع خطة خماسية متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة حسب الأولويات و الاحتياجات.
ودعا الطباع إلى أن تكون هناك خطة تنموية لقطاع غزة، إضافة إلى خطة الاغاثة، والعمل على حشد المانحين وضمان مشاركة قوية في المؤتمر تتناسب مع وقع الحدث.
 
كما اشار الطباع إلى أهمية وضوح الرؤية الخاصة بإنهاء حصار غزة، وفتح معابر قطاع غزة وآلية عملها خلال الفترة القادمة، حيث إن ذلك يعتبر أهم محدد لنجاح عملية إعادة الاعمار، بالإضافة إلى المحدد الثاني وهو توفير مليارات الدولارات.
 
وشدد الطباع على ضرورة أن تكون مرحلة إعادة الاعمار تسير بالتوازي مع العملية التنموية، فقطاع غزة يجب ألا يحرم من خطة تنموية تنشله من حالة تردي الوضع الاقتصادي الذي يعيشه بسبب تكرار العدوان عليه، وبسبب مخلفات الحصار الاقتصادي الذي جعله بأشد حالات ضعفه، هذا قبل العدوان الاخير الذي قضى على آخر انفاس قطاع غزة.
 
وقال د. نبيل قسيس المدير العام لمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية "ماس" لـ"الاقتصادي" انه في المسودة التي اعدها "ماس" وتم نقاشها سيكون واضحا جزئية الجانب الاغاثي، وهو المتعلق بمرحلة ما قبل الاعمار، يليه موضوع اعادة الاعمار، ثم موضوع التنمية، وقال "هذه المواضيع مترابطة.. سنتطرق لموضوع اعادة الاعمار وسنركز على الاثر الاقتصادي للعدوان على غزة."
 
وعن اختلاف الأرقام، قال قسيس "لدينا اكثر من مسودة، لأنه كلما اتضح الوضع أكثر يظهر مزيدا من الخسائر والدمار، فهذه المسودات هي تقديرات، والموضوع ليس فقط تقدير الاحتياجات، بل هناك آثار على الاقتصاد الفلسطيني غير مرئية، ويجب بحثها وبحث تداعيات العدوان على الاقتصاد الفلسطيني ككل".
 
وعن الارقام التي خرجت بها المسودة، والمنهجية المتبعة، إن كانت مبنية بشكل يراعي المقارنة بين السنوات المتعاقبة، قال قسيس "الوضع في غزة لم يكن طبيعيا، فهناك ثلاثة اعتداءات خلال ست سنوات، وبالتالي لا يوجد سلسة زمنية كالسلاسل الطبيعية التي يمكن ان يستخدمها الباحث للتنبؤ بتطور الاقتصاد، فكل هذه صدمات للاقتصاد الفلسطيني، وكل صدمة ترجع الوضع لأسوأ مما كان عليه".
 
وأضَاف قسيس "سنبحث الأثر التراكمي لهذه الضربات، وهناك افتراضات تشير إلى أن الوضع سيكون قابلا لتنفيذ خطط اعادة اعمار وخطط تنموية، بما فيها اعادة الاعمار وانهاء الحصار وفتح المجال لحركة حرة بين الضفة وغزة، حتى يشارك الكل في اعادة الاعمار، اضافة لمتطلبات أخرى".
 
وبشأن الاستعدادات لمؤتمر المانحين، أوضح قسيس ان هناك استعدادات قائمة، يقول "اطلعت من نائب رئيس الوزراء على استعدادات التحضير لمؤتمر المانحين، وطلب مني المشاركة فيها، حضرنا بعض الأوراق التي يمكن الاستفادة منها، اعتقد اننا سنكون جاهزين وسيكون لدينا اوراقنا الواضحة".
وشدد قسيس على ضرورة عدم تحويل كل قضيتنا لمطالب، فلدينا قضية أكبر بكثير لتناسب التضحيات الكبيرة التي قدمناها، مشيرا الى ان التوجه في مؤتمر المانحين ما زال غامضا بالنسبة له".
 
واوضح قسيس ان هناك حاشية من الخطأ في كل تقدير، "المهم أن نبدأ، والأموال لن تأتي دفعة واحدة، لكن مهم جدا معرفة آلية التفيذ وإدارة التمويل لاعادة الاعمار".
 
وبشأن البطالة وامكانية خفضها في مرحلة اعادة الاعمار، قال قسيس "هناك أثر كبير للاعتداء على العمالة، من خسروا اعمالهم اصبحوا محبطين، ومصانع ومنشآت كثيرة دمرت، هناك فرصة لمزيد من التشغيل لكن ليس من الذوق القول إن اعادة الاعمار تخلق فرص عمل، كنا نتمنى لو أن فرص العمل تخلق بطرق أخرى".
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -