خبير اقتصادي: تواصل انقطاع الكهرباء سيجهز على ما تبقى من اقتصاد غزة

خبير اقتصادي: تواصل انقطاع الكهرباء سيجهز على ما تبقى من اقتصاد غزة
الأربعاء 10 ايلول 2014
غزة (فلسطين) - /عبد الغني الشامي/ - خدمة قدس برس 
حذر خبير اقتصادي فلسطيني من أن استمرار توقف محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عن العمل وانقطاع الكهرباء عن قطاع غزة لمدة 18 ساعة يوميا، يهدد ما تبقى من القطاعات الاقتصادية ويضعف إنتاجيتها وينذر بكارثة حقيقة سوف تؤثر على الأمن الغذائي الأساسي للمواطنين.
وقال الدكتور ماهر الطبّاع الخبير الاقتصادي لـ "قدس برس": "إن العديد من المطاحن والمخابز أوشكت على التوقف عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، كما سوف يؤثر بالسلب على عملية إعادة إعمار قطاع غزة, وينذر بكارثة في كافة القطاعات الخدماتية وأهمها الصحة، والتعليم، إضافة إلى عمل البلديات التي تحتاجه لاستمرار عمل مضخات الصرف الصحي، وآبار المياه ومحطات تحليه المياه على مدار الساعة.
" وأضاف: "هذا بالإضافة إلى استنزاف موارد الموطنين حيث أن تكلفة تشغيل مولد متوسط الحجم للساعة الواحدة فقط تقدر بمائة شيكل (35 دولار) وتتحمل الشقق السكنية في الأبراج و العمارات السكنية أعباء مالية مضاعفة نتيجة استخدام السولار الإسرائيلي, هذا بالإضافة إلي قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية والتي تأتي و كأن الكهرباء موصولة على مدار 24 ساعة".وأشار إلى انه وبالرغم من غياب الكهرباء خلال فترة الحرب في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيين إلا أن المواطنين في قطاع غزة تفاجأوا وصدموا بعد الحرب مباشرة حين خصمت مستحقات الفواتير مباشر من البنوك للتسديد الآلى وعند استلام فواتير الكهرباء، حيث اشتكى معظم المواطنين من ارتفاع قيمة الفواتير بشكل مبالغ فيه على الرغم من عدم وجود الكهرباء خلال تلك الفترة.
وتساءل الطبّاع لماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية بخصم قيمة "ضريبة البلو" عن السولار الوارد لقطاع غزة والتي تقدر قيمتها بحوالى 2.5 شيكل عن كل لتر , وبذلك يصبح لتر السولار 4 شيكل فقط، وذلك مقابل المبالغ الموفرة نتيجة إيقاف المحطة و التي تقدر حتى اللحظة بحوالي 90 مليون شيكل نتيجة عدم توريد السولار الصناعي اليومي للمحطة بمعدل 2 مليون شيكل يوميا على مدار 45 يوم منذ توقف المحطة.
وقال الطبّاع: "إن دعم السولار من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية بخصم قيمة ضريبية البلو له أهمية كبيره جدا في تلك الفترة الحرجة التي يمر بها قطاع غزة بعد تعرضه لحرب شرسة ضروس أحرقت الأخضر واليابس، وساهمت في ارتفاع معدلات البطالة والفقر في قطاع غزة وأضعفت القوة الشرائية لدى المواطنين، وهذا أقل واجب حتى يتم رفع جزء من المعاناة عن 1.8 مليون مواطن يعيشون في قطاع غزة ويتمكنوا من تشغيل المولدات لساعات أطول خصوصا ونحن مقبلون على فصل الشتاء، كما سيكون لهذه الخطوة الأثر الإيجابى على كافة الأنشطة الاقتصادية و كافة مناحي الحياة في قطاع غزة".
وأضاف: "الآن وبعد ثمان سنوات من المعاناة المتواصلة لأكثر من مليون وثمانمائة ألف مواطن يعيشون في قطاع غزة، أصبح من الضروري إيجاد حل جذري شامل وسريع لازمة الكهرباء التي مست بحقوق المواطنين وأثرت بالسلب على كافة مناحي حياتهم".
واعتبر الخبير الاقتصادي ان الحل الجذري للكهرباء يكمن بزيادة الكميات المشتراة من الكهرباء من دولة الاحتلال أو جمهورية مصر العربية و هذا سوف يكون أفضل وأرخص.
ويعاني قطاع غزة و على مدار أكثر من ثمان سنوات من انقطاع التيار الكهربائي الدائم والمستمر وبشكل يومي مما زاد من معاناة المواطنين في قطاع غزة الاقتصادية والاجتماعية و الصحية و النفسية و تقطع الكهرباء يوميا من 8 ساعات إلى 12 ساعة حسب حجم الأحمال و الضغط على الشبكة.
وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة بعد استهدافها وقصفها من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الثامن والعشرين من تموز (يوليو) الماضي، وقد أدى هذا التوقي إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير حيث قطعت الكهرباء بشكل كامل عن مدينة غزة نتيجة للأعطال والتدمير الموجودين في خطوط الكهرباء المغذية لقطاع غزة الواردة عن طريق إسرائيل لمدة تتجاوز 10 أيام متواصلة, وبعد البدء في إصلاح خطوط الكهرباء أصبحت الكهرباء و حتى انتهاء العدوان تأتي بمعدل من 3 إلى 6 ساعات يوميا إلى أن استقر برنامج الكهرباء الان على نظام 6 ساعات وصل للكهرباء يوميا. 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -