محللون: رفع الحصار هو الأساس لتفادي انعكاسات اقتصادية كارثية

محللون: رفع الحصار هو الأساس لتفادي انعكاسات اقتصادية كارثية
غزة- الاقتصادي- أكد محللون اقتصاديون أهمية التمسك بحق رفع الحصار للخروج من الواقع الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة بسبب العدوان وثماني سنوات من حصار مطبق.
ونوه المحللون في أحاديث منفصلة مع "القدس الاقتصادي" إلى ضرورة الإسراع في تلبية احتياجات آلاف النازحين الذي سيجعل قطاع غزة بأكمله مخيم لاجئين، مؤكدين أن استمرار الحال هو نكران لصمودهم وتضحياتهم الجسيمة.
ودعوا إلى عدم التفريط بحق رفع الحصار عن القطاع بشكل كامل ونهائي لتفادي الانعكاسات الكارثية المترتبة عن سوء الأوضاع من شتى النواحي بسبب الحرب ومن قبله الحصار الخانق وليتم إعادة بناء وأعمار القطاع من جديد بما يتناسب مع تضحيات الشعب في غزة الذي طالما تحمل كثيرا بسبب الاحتلال الاسرائيلي.
يقول الخبير الاقتصادي عمر شعبان إن قطاع غزة تعرض لعدوان وتدمير غير مسبوقين، مضيفا" الوضع كارثي ويستوجب توحيدا للجهود"، منوها إلى أن قطاع غزة يعاني منذ ثماني سنوات بسبب الحصار الخانق والذي تسبب بخلق الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي أدت إلى شلل في كافة القطاعات وتوقف العمل والإنتاج بشكل شبه كامل.

وتحدث شعبان عن مؤتمر إعمار قطاع غزة المقرر عقده في ايلول المقبل ، متمنيا أن يكون فاعلا ويعبر عن قدرة المجتمع الدولي لرفع الحصار علما بأن هناك أكثر من 500 عائلة من متضرري حرب 2008-2009 ما زالوا على قائمة الانتظار بسبب عدم وصول التمويل الدولي بحجة الانقسام السياسي.

وبين أن الفجوة الاقتصادية بين الضفة الغربية وقطاع غزة زادت بفعل الحرب، فالقطاع يحتاج إلى وقت طويل ليعيد ما دمرته الحروب، مشيرا إلى أن القطاع  بحاجة إلى إعادة بناء وليس تطويرا .

وأكد أن رفع الحصار سيرفع مستوى المعيشة من خلال خلق آلاف فرص العمل واتاحة المجال للسفر والتنقل لتعزيز الاستقرار والهدوء في القطاع، مطالبا بضرورة تنسيق جهود الإغاثة والمساعدات لتعزيز الجبهة الداخلية أيضا.

في السياق نفسه، قال المحلل الاقتصادي ماهر الطباع إن قطاع غزة ما زال يعاني من آثار الحرب الاولى في عام 2008 – 2009 والحرب الثانية في عام 2012، ومازالت مناظر الدمار والخراب والتشريد والمجازر الذي خلفتها تلك الحروب ماثلة في الأذهان، بالإضافة إلى آلاف الشهداء و الجرحى، منوها إلى أن قطاع غزة بفعل الاحتلال والحصار والحروب يعاني من أوضاع اقتصادية كارثية لم يسبق لها مثيل حيث ارتفاع معدلات البطالة لتصل 41% والفقر لتصل إلى 38%.

ويرى الطباع أن المطلوب إنشاء هيئة خاصة مستقلة لإعادة إعمار قطاع غزة تمثل القطاعين العام والخاص وكافة الجهات ذات الاختصاص, وذلك للتنسيق والاشراف على كافة مشاريع إعادة الاعمار, والتجهيز بشكل سريع لعقد مؤتمر دولي للمانحين والتحضير الجيد لعقد مؤتمر للمستثمرين العرب والأجانب لحثهم على الاستثمار في قطاع غزة وإطلاق حملة عربية ودولية لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي على مدار ثماني سنوات في قطاع غزة،  بالإضافة إلى تعويض كافة المتضررين في كافة المجالات خلال السنوات السابقة وتنفيذ برنامج عاجل وفوري لتوفير منازل بديلة للسكن المؤقت للذين تدمرت منازلهم بشكل كامل وأصحاب المنازل التي أصبحت غير صالحة للسكن, وتقديم إغاثة عاجلة للشركات والمصانع والمحال التجارية التي تدمرت بشكل كلي وجزئي.

وطالب الطباع بالتمسك بحق إنهاء حصار قطاع غزة وفتح كافة المعابر التجارية لكافة الواردات والصادرات دون قيود أو شروط من الاحتلال الاسرائيلي, وأن تكفل لمواطني قطاع غزة حرية الحركة والسفر للخروج من السجن المغلق على مدار ثماني سنوات من الحصار والدمار, مؤكدا أهمية  ضمان التواصل الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية.

 من جانبه، تحدث المحلل الاقتصادي معين رجب عن صعوبة الوضع الاقتصادي ما قبل الحرب بسبب استمرار الحصار المالي والاقتصادي والتجاري وتدمير الأنفاق الذي جعل القطاع في عزلة تامة عن المجتمع الخارجي باستثناء ما كان يصل من معبر كرم أبو سالم.

ونوه إلى أن القطاع يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة السليمة في ظل تدهور البنى التحتية من الكهرباء والماء وغيرهم من الخدمات،  مبينا أن الحرب أضافت أعباء إضافية بسبب  استهداف الاحتلال للقطاع الصناعي وتوقف حركة الإنتاج والذي أفقد الآف العمال من فرصة العمل، بالإضافة إلى تلف العديد من السلع الزراعية الأساسية في مواسمها ما أدى إلى تعطل قرابة 70-80% من الطاقة البشرية باستثناء القطاع الصحي والتجارة الداخلية المقتصرة على البيع والشراء .

ويضيف رجب :"حجم الخسائر في الوحدات السكينة كان كبيرا وهو بمثابة ثروة ذات قيمة عالية لأصحابها بما تحتويه من ممتلكات متنوعة إلى جانب الخسائر التي لحقت بالمنشآت الاقتصادية والسياحية وتوقف طاقتهم الإنتاجية".
ويرى رجب أن الوضع الاقتصادي بعد الحرب ازداد تدهورا في كل القطاعات، مؤكدا على حاجة القطاع إلى عملية حصر دقيقة للخسائر حتى يتم تقييم الاحتياجات بشكل صحيح وتحديد الوقت اللازم لمعالجتها ناهيك عن الخسائر البشرية التي لا يمكن تعويضها وآلاف النازحين في مدارس الإيواء، لافتا إلى أن الخسائر كبيرة وبصور مختلفة.

وأشار إلى انه في الوقت الحالي ازادت الفجوة الاقتصادية بين الضفة وقطاع غزة، علما بأن الضفة في تفوق إنتاجي كبير عن القطاع حتى جاءت الحرب لتزيد الفجوة وتتسع بسبب ما خلفته الحرب والذي سيزيد من معدل الفقر والبطالة.

ويرى رجب أنه بعد إعلان قطاع غزة منطقة منكوبة من كافة النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية والبيئية والنفسية يجب على كافة المؤسسات الدولية والعالمية أن تقوم بدورها الإنساني وضمان وصول هذه الإغاثة إلى القطاع.
ودعا رجب إلى ضرورة رفع الحصار فعليا عن القطاع لتعيش ككافة أقطار العالم التي تتمتع بحرية المبادلات دون قيود سواء بحريا او جويا او بريا دون أي تدخل من أي جهة إلى جانب انتظام ادخال السلع والمواد في الاتجاهين وبشكل منتظم وأن تكون المعابر غير متأثرة بأي اعتبار كما هو الحال في باقي البلدان الأخرى، مؤكدا ضرورة التواصل مع الشق الآخر من الوطن. وأضاف" للفلسطينيين مطالب وحقوق عادلة أقرتها المواثيق وما يطلبه قطاع غزة ليس مستحيلا".
 
وطالب رجب بإعداد خطة أساسية تترجم المصالحة الوطنية على أرض الواقع خاصة بعد إعلان حكومة التوافق، قائلا إن قطاع غزة جزء أساسي من السلطة الوطنية، داعيا الحكومة إلى  القيام بخطوات مهمة نحو توفير الظروف التي تهيئ للقطاع رفع الحصار بشكل نهائي إلى جانب توفير الدعم المالي، مؤكدا أن ترتيب الوضع الداخلي هو المحطة الأساسية التي لا غنى عنها والتي يجب أن تتوج بجهود تليق بتضحيات قطاع غزة. 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -