الأسواق الغزية تشكو أوضاعها المتردية بفعل العدوان الإسرائيلي

الأسواق الغزية تشكو أوضاعها المتردية بفعل العدوان الإسرائيلي

رام الله - دنيا الوطن- نورهان المدهون
يسيطر الألم والحزن على قطاع غزة فى ظل العدوان الإسرائيلي الذى طال كل شيء من الأطفال والنساء والشيوخ والحجر والشجر ليدل دلالة كاملة على همجية الاحتلال واستهدافه للآمنين، ولم تكن الأسواق الغزيةببعيدة عن هذه المظاهر المؤلمة ، فإذا ما تجولت تجد الأسواق خالية  إلا من بعض التجار والمواطنين الذى يأخذون حاجاتهم الأساسية على عجلة من أمرهم خوفاً من الاستهداف فىأى لحظة .

يصف أبو محمد عودة أحد المواطنين السوق قائلاً " معظم المحال التجارية مغلقة والمتجولين فى السوق قلة قلائل ، فرغم القصف توجهت الى السوق لأخد الحاجيات الأسياسيةالتى تسد جوعى وعائلتىفى هذا الشهر الفضيل "
أما عن ام عادل فتحدثت قائلة " فىبيتىمايقارب العشرون شخص من الأهل والأقارب الذين تركو بيوتهم والتجأو إلى بيتى،ومن واجبى توفير المستلزمات الأساسية من طعام وشراب لإكرام ضيوفىفقد نفذت المواد الغذائية التى جهزتها استعداداً لاستقبال شهر رمضان "
ومن جهته المسن أبو صلاح وصف المشهد المأساوى للقطاع " أينما تقع عينك تجد الدمار والخراب والبيوت المهدمة وماخرجت من بيتى إلا لشراء المواد الغذائية اللازمة لعائلتى وسأعود فور توفيرها "
ومن جانبه سعيد النمنم أحد البائعين يقول " البضاعة مكدسة وأسعارها مرتفعة فبالكاد نستطيع بيع مانحمله من الخضراوات ، ونضطر بعد الظهيرة إلى التجول بها أمام البيوت ليتسنى بيعها وتوفيرها للمواطنين الذين يخافون من التوجه الى السوق خلال ساعات النهار حيث الغارات الاسرائيلية التى لاتكل ولا تمل " 
ولم يكن التاجر أبو أحمد حجازي أفضل حالاًمن سابقه حيث أشار إلى صعوبة الوصولإلى المزارع في ظل استهدافها من قبل الاحتلال موضحاً أن القوة الشرائية منخفضة جداً لاتتعدى 30%  مقارنة بالأيام الطبيعية .
وفى ذات السياق أوضح المحلل الاقتصادي د. ماهر الطبّاع أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الأمن الغذائى لقطاع غزة ويعمل على تدمير ماأنجزه الفلسطينيين خلال السنوات السابقة مشيراً إلى أن الاحتلال كعادته فى الحروب السابقة يركز على تدمير الاقتصاد الفلسطينى من مصانع ومزارع .
وأكد الطباع أن قطاع غزة في السنوات السابقة وصل لمرحلة الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات كالبصل والبطيخ وغيرها ، وبل وتصدير أنواع معينة للخارج كالبهارات والزهور والفراولة في حين يتم تشغيل مايقارب 40.000 من الأيدى العاملة .
وأضاف الطباع " سياسة الاحتلال لم تتغير فهو يهدف للنيل من الاقتصاد الفلسطينى ، وإذا ما استمر العدوان الاسرائيلى بهذا الشكل سيؤدى إلى عجز فى المنتجات الزراعية مما ينعكس سلباً ويؤدى إلى ارتقاع أسعارها " .
من الجدير ذكره أن حصيلة العدوان الإسرائيلي في يومه التاسع على قطاع غزة وصلت 208 شهيداً وأكثر من 1550 جريحاً غالبيتهم من الأطفال والنساء ، وهدم كلى لأكثر من 500 وحدة سكنية ، وهدم جزئى لـ 8920 وحدة سكنية ، بالإضافة للاستهداف المتكرر للأراضى الزراعية وخاصة التي تقع في المناطق الحدودية .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -