اقتصاديون يحذرون من التداعيات الكارثية المترتبة عـلى استمـرار الـعـدوان الإسرائيلـي علـى قطـاع غـزة

اقتصاديون يحذرون من التداعيات الكارثية المترتبة عـلى 
        استمـرار الـعـدوان الإسرائيلـي علـى قطـاع غـزة
كتب حامد جاد:
حذر اقتصاديون وممثلون عن مؤسسات القطاع الخاص من خطورة التداعيات الكارثية المترتبة على استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ،حيث اعتبر قائمون على مرافق اقتصادية مختلفة أن العدوان المذكور طاول كافة مكونات الحياة الاقتصادية ولم يستثنِ أي نشاط من الانشطة الاقتصادية لقطاع غزة .
وفي أحاديث منفصلة أجرتها "الايام" اعتبر نبيل أبو معيلق نائب رئيس اتحاد المقاولين أن الحرب الجارية استهدفت بشكل ملحوظ قطاع الانشاءات بشكل عام من منازل ومؤسسات مدنية وحكومية وغير حكومية ومستشفيات ومساجد وبنية تحتية الامر الذي يعيد حركة اعمار قطاع غزة الى نقطة الصفر.
وقال أبو معيلق "بالمقارنة مع عدد المشاريع الانشائية المتعطل تنفيذها في قطاع غزة بسبب عدم توفر مواد البناء منذ أكثر من عام سيكون وضع الانشاءات في المرحلة المقبلة أشد سوءاً حيث أن كلفة تنفيذ المشاريع المتعطلة تقدر بنحو 800 مليون دولار وكلفة اعادة إعمار مادمره الاحتلال خلال الاسبوع الاول من عدوانه على القطاع تقدر بمئات ملايين الدولارات " .
وشدد أبو معيلق على ضرورة أن يتوج اتفاق التهدئة المقبل بضمانات دولية تكفل إعادة فتح معابر القطاع امام مختلف مستلزمات البناء وإعادة الإعمار .
من جهته اعتبر د ماهر الطباع مدير العلاقات العامة في غرفة تجارة وصناعة غزة أن اقتصاد قطاع غزة دخل مرحلة الموت السريري نتيجة للحرب المتواصلة التي تشنها إسرائيل على القطاع للأسبوع الثاني على التوالي .
واكد الطباع أن الحرب الحالية أدت لتعميق الأزمة الاقتصادية و المالية للقطاع وبالتالي زيادة معدلات البطالة التي بلغت في الربع الاول من العام الحالي 41% ما يعني أكثر من 180 الف عاطل عن العمل ومن المتوقع أن تتجاوز 44% في الربع الثاني من العام نفسه هذا بالإضافة لارتفاع معدلات الفقر والتى بلغت 38% .
وقال الطباع "إن قطاع غزة يعاني قبل بدء الحرب الحالية من حالة كساد وركود اقتصادي في كافة انشطته الاقتصادية وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لضعف القدرة الشرائية لدي المواطنين أما الان و مع استمرار الحرب توقفت تماما العملية الانتاجية لمختلف الانشطة الاقتصادية فأنشطة القطاع التجاري والصناعي والسياحي والزراعي شلت تماماً ولم تعد كالسابق تعمل وفق الحد الادنى حيث اقتصر النشاط التجاري في قطاع غزة خلال الايام الاخيرة على حركة التسوق التي استهدفت فقط المواد الغذائية الاساسية والخضروات".
وأشار الى أن تزامن اندلاع الحرب في هذه الفترة بالذات تسبب بضرب نشاط قطاعات واسعة من التجار و المستوردين للبضائع الموسمية الخاصة بشهر رمضان و العيد والحقت بهم خسارة فادحة .
وشدد الطباع على ضرورة أن تضمن التهدئة المقبلة مع الاحتلال إنهاء حصار قطاع غزة وفتح كافة المعابر التجارية لكافة الواردات و الصادرات دون قيد أو شرط وأن تكفل لمواطني القطاع حرية الحركة والسفر وتضمن التواصل الجغرافي بين قطاع غزة و الضفة الغربية .
أما محمد العبادلة الناطق باسم جمعية شركات الوقود فأكد أنه بالرغم من توفر كميات مناسبة من الوقود في غالبية محطات الوقود العاملة في قطاع غزة نتيجة لتعطل حركة المواصلات وعدم استخدام الوقود لأغراض تشغيل المعدات الزراعة وقوارب الصيد الا أن هذا الامر لايشير لامكانية استمرار تدفق الوقود الى المحطات مالم يتمكن اصحاب المحطات من تحويل قيمة طلبياتهم الى وزارة المالية في رام الله .
وأوضح أن توفر الوقود ساهم بتمكين المحطات من تلبية طلبيات المستشفيات والمؤسسات الانسانية التي تنشط في وقت الحروب والازمات مشددا انه في حال ان يستمر الوضع عما هو عليه ستكون هناك أزمة في الوقود سيما وأن عددا من المحطات شبه معطلة ولابد من طريقة لتحويل قيمة الوقود كي تضمن المحطات استمرارية تزويدها .
وطالب رجال اعمال سلطة النقد والبنوك بالعمل على اعادة فتح البنوك وتسيير المعاملات المصرفية وان كان ذلك بشكل تدريجي في اشارة من أحدهم للبدء بتشغيل الصرافات الآلية .
وعلمت الايام من مصادر مطلعة أن المراكز التجارية "المولات" العاملة في غزة رفضت امس فكرة تشغيل اجهزة الصراف الالي في مقارها تحسباً من ردة الفعل التي ستترتب على ذلك في اوساط موظفي حكومة غزة السابقة الذين لم يتقاضوا رواتبهم للشهر الثاني على التوالي لذا رفض اصحاب هذه المراكز التجارية خوض هذه المغامرة لما لها من خطورة .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -