الغزيون يستقبلون شهر رمضان للمرة الثامنة محاصرين بعد تبدد آمال رفع الحصار

الغزيون يستقبلون شهر رمضان للمرة الثامنة محاصرين بعد تبدد آمال رفع الحصار
غزة (فلسطين) /عبد الغني الشامي/ - خدمة قدس برس
استبشر الفلسطينيون في قطاع غزة قبل أكثر من شهرين خيرا حينما تم توقيع "اتفاق الشاطئ" للمصالحة بتشكيل حكومة الوفاق وإنهاء الانقسام الفلسطيني وظنوا إنهم سيستقبلوا شهر رمضان هذا العام وقد انتهى الحصار وفتحت المعابر ودخلت البضائع.
انتظر الفلسطينيون الخمسة أسابيع المدة المحددة لتشكيل الحكومة وجوالات عزام الاحمد رئس وفد منظمة التحرير الفلسطينية لغزة وتصريحاته التفاؤلية حول فتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة.
وقد تبخرت هذه الآمال فور تشكيل هذه الحكومة وخروج حركة "حماس" من الحكم وعدم تحقيق أي شي مما وعدوا به سوى تشكيل الحكومة وعدم استجابة الوزراء لاي مطلب من مطالب قطاع غزة.ووضع الاتفاق وحكومة الوفاق على المحك حينما صرفت رواتب موظفي حكومة رام الله السابقين والمستنكفين عن العمل منذ سبع سنوات ولم تصرف رواتب موظفي غزة والذين هم على راس عملهم.
ومع دخول شهر رمضان واشتداد الحصار على قطاع بعدم فتح المعابر وبقاء كافة الأزمات إضافة إلى عدم تقاضي 50 الف موظف يعيلون حوالي نصف مليون نسمة ازدادت نسبة البطالة والمشاكل التي يعاني منها قطاع غزة المحاصر.
أصعب رمضان وقال د.ماهر تيسير الطبّاع الخبير والمحلل اقتصادي يأتي شهر رمضان للعام الثامن على التوالي في ظل استمرار وتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة وتختلف أجواء هذا العام عن الاعوام السابقة، حيث أنة يأتي في ظل أجواء المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني التي طالما انتظرها أبناء الشعب الفلسطيني وتفاءل مواطني قطاع غزة بتشكيلها للتخلص من أعباء الحصار و الازمات المتعددة التي عانوا منها على مدار سبع سنوات من الحصار .
وأضاف الطباّع لـ "قدس برس": "لكن للأسف الشديد يأتي هذا الشهر الكريم في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها قطاع غزة لم يسبق لها مثيل خلال العقود الاخيرة , حيث استمرار وتشديد الحصار الظالم و استمرار إغلاق معبر كرم ابو سالم المتكرر ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع والبضائع المختلفة وأهمها مواد البناء والتي تعتبر المشغل والمحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية في قطاع غزة.
وأشار إلى الأعباء المالية لشهر رمضان في ظل تفاقم أزمة البطالة والفقر حيث ارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير ل تصل الى 41% حسب بيانات الربع الاول من عام 2014 بأكثر من 180 الف عاطل عن العمل ومن المتوقع ارتفاعها في الربع الثاني لتلامس 44% وارتفاع عدد العاطلين عن العمل لأكثر من 200 ألف .
  ارتفاع نسبة البطالة وقال: "إصبح ما يزيد عن 600 الف شخص في قطاع غزة دون دخل يومي وهذا يشكل 30% من إجمالى السكان , بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر لتصل إلى 38.
8 في المائة من إجمالى عدد السكان وانتشار ظاهرة الفقر المدقع".
واستعرض تشديد الحصار على القطاع بزيادة ايام اغلاق معبر كرم ابوسالم بسبب الاعياد اليهودية وأزمة إغلاق البنوك والتي كان لها اثر كبير على انخفاض حركة الواردات بسبب توقف إصدار الحولات المالية و الاعتمادات المستندية و خطابات الضمان الخاصة بالبضائع المستوردة.
واضاف: "كل هذا كان له الاثر السلبي استيراد العديد من السلع الموسمية الخاصة بتلك الموسم و خصوصا العديد من سلع المواد الغذائية , كما تسبب بحالة كساد وركود اقتصادي في كافة الانشطة الاقتصادية وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لضعف القدرة الشرائية لدي المواطنين , وأصبحت الاسواق التجارية خالية ومهجورة من الزبائن".
وتابع الطبّاع: "إن استمرار الوضع على ما هو علية سوف يكبد التجار و المستوردين ورجال الاعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة , ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية".
وأوضح ان هذا الوضع يدلل على مدى التدهور الاقتصادي و الاجتماعي الذي يعشه قطاع غزة و مدى معاناته من الازمات المتعددة ( الفقر – البطالة - الكهرباء – إغلاق المعابر – نقص الدواء – أزمة الرواتب .
.
.
.
الخ ).
  الضغط على الاحتلال وطالب الخبير المالي والاقتصادي كافة الدول التي باركت ودعمت تشكيل حكومة الوفاق الوطني (الولايات المتحدة الامريكية – روسيا - الاتحاد الاوروبي – هيئة الامم المتحدة – الرباعية) القيام بدورها وتطبيق دعمها على أرض الواقع بالضغط على إسرائيل لإنهاء حصار قطاع غزة قبل أن تحل الكارثة.
حديث الطبّاع لم يختلف كثيرا عن حديث رئيس اللجنة الوطنية لفك الحصار الدكتور مروان ابو راس والذي أعرب عن أسفه لعدم رفع الحصار عن قطاع غزة بعد شهر من تسلم حكومة الوفاق الوطني الحكم وعدم فتح المعابر وإدخال الاسمنت وتسلم الموظفين لرواتبهم والتمييز بينهم، مشيرا إلى أن ذلك ادخل الفلسطينيين في حالة من اليأس والإحباط.
وقال ابو راس: "الآن وقد مضى على المصالحة شهر كامل تسلمت فيه حكومة الوفاق زمام الأمور في غزة كما في الضفة وزارات ورئيس وزراء ورئيس سلطة _وكله بالتوافق_ وأصبح الشعب الفلسطيني في غزة الذي كان يعلق آمالاً عريضة على هذه المصالحة في إحباط ويأس لا لأن الحصار لم يخفف بعد المصالحة  بل لأن الحصار قد ازداد".
واستعرض معاناة قطاع غزة في كافة المجالات والملفات التي وعدت حكومة الوفاق على حلها حال تسلمها الحكم دون أن يحصل فيها أي تقدم لا سيما موضوع فتح معبر رفح والصحة ورواتب والموظفين ومشكلة العمال والكهرباء، محملا حكومة الوفاق والرئاسة الفلسطينية المسئولية الكاملة لعدم حل هذه الاشكاليات وتشديد الحصار على قطاع غزة.
  التمييز بين المواطنين وأشار إلى أن المواطن الفلسطيني في غزة يشعر بالظلم والتمييز من إصرار الحكومة على التمييز بينه وبين المواطن في الضفة سواء في الرواتب او الخدمات بكل انواعها، وعدم العمل او السعي لحل أي مشاكل لغزة على الرغم من انه باستطاعتها وفق قوله.
وقال: "لقد بشر عزام الأحمد الشعب الفلسطيني بأن المعبر سيفتح  فور التوقيع على اتفاق المصالحة وتشكيل الحكومة، تم الاتفاق وشكلت الحكومة ولم يفتح المعبر، والشعب يعاني، وأكثر من 15 ألف من أصحاب الإقامات والطلبة وأصحاب الحاجات لا يستطيعون السفر، لماذا؟ وما هي المعيقات لفتحه؟ وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يحمِّل حكومة الوفاق والرئاسة الفلسطينية المسئولية كاملة حول هذا الشريان الحياتي الهام الذي يربط الشعب الفلسطيني بمصالحه في الخارج، وطالبها بوضع المواطن في صورة آخر المستجدات حوله وما المعيقات التي تحول دون فتحه حتى الآن.
وأضاف: "من السهل أن تقوم الحكومة الفلسطينية (حكومة الوفاق والاتفاق) والرئاسة الفلسطينية على حل كل هذه المعضلات وأن تضع الشعب الفلسطيني في صورة أسباب الإعاقة.
"   اشتداد الحصار وبدت وجوه المواطنين شاحبة في قطاع غزة فهم لا يملكون قوت يومهم بعد اشتداد الحصار وبعدما انضم 50 الف موظف لا يتقاضون رواتبهم إلى 180 عامل إلى قوافل البطالة إضافة الى تعطل الكثير من الأعمال التجارية والمقاولات لعدم توفر مواد البناء واغلاق المعابر.
وقال حسام الدين حسين احد العاملين في البناء لـ "قدس برس" نحن لم يدخل الينا أي قرش منذ عام تقريبا والمعابر مغلقة والاسمنت ومواد البناء لا تدخل.
وأضاف: "بالكاد اوفر متطلبات عائلتي ولا ادري كيف يمكن ان تسير الامور خلال هذا الشهر والمتطلباته الكثيرة".
أما عبد الحليم سمعان والموظف في حكومة غزة فأكد أن هذا الشهر من أصعب الشهور عليهم خلال سنوات الحصار السابقة.
وقال سمعان لـ "قدس برس": "كنا نتوقع أن الحصار سينتهي مع استلام حكومة الوفاق والمعابر ستفتح الا ان ذلك لم يحصل بل وزاد الطين بلة أن هذه الحكومة هي الان من يساهم في حصار غزة".
حسب تعبيره.
وأضاف: "نعيش حالة من التقشف الشديد في ظل هذا الوضع الصعب وكلنا امل ان تعم علينا بركات هذا الشهر وتفرج الأمور".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -