الصناعات التقليدية مهددة بالاندثار في ظل حصار مستمر

الصناعات التقليدية مهددة بالاندثار في ظل حصار مستمر

الأحد, 11 مايو, 2014
غزة- صفاء عاشور
تحتل الصناعات التقليدية مكانة خاصة في فلسطين، نظراً للبعدين التراثي والاقتصادي اللذين تحملهما هذه الصناعة، فهي تعبر عن تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني كما تشكل مصدراً حقيقياً لتنمية الدخل الوطني إذا ما تم استغلالها وتطويرها بالشكل المطلوب.

وتعرّف الصناعات التقليدية بأنها تلك الصناعات ذات الامتداد التاريخي التي تقوم على تحويل المادة الخام إلى منتج مصنع يعكس طابعا تراثياً فلسطينياً بحيث تحمل هذه المنتجات تعابير وملامح تاريخية أو دينية.

إلا أن هذه الصناعات بدأ العمل فيها بالتراجع منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع التصدير للخارج خاصة إلى الضفة الغربية والدول الأوروبية التي كانت أبرز المستوردين لهذه الصناعات.

وأوضح رئيس اتحاد الصناعات التقليدية في قطاع غزة عبد الرحيم أبو سيدو أن الاتحاد يمثل 4 صناعات هي: صناعة الخيزران، الفخار، الزجاج، البسط والسجاد اليدوي، حيث كان أغلب الإنتاج يذهب للضفة والأراضي المحتلة والعالم الخارجي.

وأشار في حديث لـ"فلسطين إلى أن عدد المصانع العاملة في هذه الصناعات وصل لـ32 مصنعا وكان المصنع يشغل ما لا يقل عن 8-10 عمال، إلا أن هذه الأعداد تم تسريحها جراء الحصار وإغلاق المصانع حيث لا يوجد الآن إلا 3-4 مصانع عاملة في القطاع فقط.

ولفت إلى أن الحصار وعدم التصدير أغلقا الكثير من المصانع لعدم وجود أسواق محلية لهذه المنتجات، بالإضافة إلى أن الاستيراد من الخارج قلص العمل في هذه الصناعة فالزجاج الملون والخيزران أصبحا يأتيان من الصين مما أدى لتراجع العمل في هذه المصانع التي بقيت عاملة في هذا المجال.

وقدر أبو سيدو خسائر هذه الصناعات بملايين الدولارات بعضها خسائر مباشرة وخسائر في البضائع المعروضة في الأسوق، مؤكداً أن الخسائر كانت فادحة للعاملين فيها بسبب ضياع الحصة السوقية خاصة لقطاع الخيزران والفخار والسجاد والمطرزات وعدم التصدير للضفة و"إسرائيل" اللتين كانتا أبرز المشترين لمنتجات هذه الصناعة.

ونوه أبو سيدو إلى أن أكثر القطاعات تضرراً كان قطاع الخيزران ثم السجاد والبسط وقطاع الزجاج والفخار، مشدداً على أن كل هذه الصناعات بحاجة ماسة لتطويرها لتعود للعمل من جديد.

وبين أنه في السابق كان فلسطينيو 48 عند زيارتهم لغزة يشترون هذه السلع وكان يوجد شركات تصدر للضفة الغربية من غزة، وتسوق هذه المنتجات، إلا أن كل هذا توقف بشكل كبير بسبب عدم سماح الاحتلال بتصدير هذه الصناعات.

وأكد على أن الاتحاد يبحث عن ممولين لإعادة تشجيع هذه الصناعات وإحيائها مرة أخرى لتستطيع العمل من جديد وتشغيل أعداد من العمال المهرة في كافة الصناعات المذكورة.

من جانبه، بين مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية في محافظة غزة ماهر الطباع أن الصناعات التقليدية في القطاع تتمثل في: التطريز، الفخار، الخيزران، التلوين على الزجاج، وصناعات تقليدية حديثة مثل: الحفر على الخشب.

وقال في حديث لـ"فلسطين" إن:" الصناعات التقليدية عانت خلال فترة الحصار نتيجة قلة المواد الخام الخاصة بها ومنع ادخال الكثير منها عبر المعابر، بالإضافة إلى إغلاق المعابر ومنع تصدير الإنتاج إلى الأسواق الخارجية".

وأضاف:" الصناعات التقليدية كانت تعتمد بشكل كبير على التصدير وعند إغلاق المعابر وفرض الحصار وتوقف الحركة السياحية والزيارات الخارجية تراجعت هذه الصناعات وتوقف الكثير من المصانع عن العمل".

وشدد الطباع على أن هذا القطاع يحتاج لتسليط الضوء عليه من جديد وإعطائه مزيدا من الاهتمام، مشيراً إلى أن الاحتلال استهدف سفينة "فلك" التي كان هدفها كسر الحصار من داخل القطاع للخارج وهي تحمل الكثير من الصناعات التقليدية والحرفية التي يتميز بها القطاع.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -