قطاع غزة يعيش وضعا اقتصاديا سيئا وفقرا مدقعا

قطاع غزة يعيش وضعا اقتصاديا سيئا وفقرا مدقعا 
الثلاثاء، 29 أبريل/نيسان، 2014
يلح إبراهيم (وهو اسم مستعار) بشدة على المتسوقين لشراء ربطات من النعنع الأخضر كان يضعها في «كرتونة» معلقة في رقبته، عله يجمع في نهاية اليوم شواقل معدودة تساهم في إنقاذ أسرته من فقر مدقع تعاني منه منذ سنوات.
الشاب العشريني ذو البشرة السوداء، يقول: ‹الكل يعلم الوضع الاقتصادي السيئ الذي نعيشه، لا يوجد شغل وصار الوضع ميت على الآخر....).

وكما ذكرت وكالة «سما» الاخبارية التي اوردت هذا التقرير ان ابراهيم كان قد أنهى  دراسته الجامعية قبل عامين، وحاله حال الكثيرين من الشبان في قطاع غزة، حيث سدت في وجوههم أبواب مستقبل أفضل طالما حلموا به. «الواحد بيتعلم عشان يرتاح في الآخر لكن في غزة العكس»، بهذه العبارة لخص الشاب إبراهيم حال عشرات آلاف الخريجين والعاطلين عن العمل في القطاع الساحلي المحاصر.
ويذكر أن إسرائيل تفرض منذ حوالي ثماني سنوات حصارا على قطاع غزة (1.7 مليون نسمة)، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى معدلات خيالية.
ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع بهذا الصدد: «إن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة يهوي بتسارع كبير، حتى بات ما يقارب نصف مليون شخص فاقدين للدخل اليومي، متوقعا أن تصل نسبة البطالة خلال الأشهر المقبلة إلى 43 ? إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن».
إبراهيم يقطن مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة الذي يعد من أكثر مناطق القطاع فقرا وبؤسا، ويؤكد أنه في نهاية عمله الذي يتحمل فيه الكثير من الاستهزاء والإحراج من قبل البعض، يجمع حوالي عشرة شواقل وهي لا تذكر مع متطلبات أسرته المكونة من ثمانية أشخاص.
وقبل أيام قال المفوض العام الجديد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بيير كرينبول، «إن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة هو نوع من أنواع العقاب الجماعي ويعد الأطول على مر التاريخ».
وأضاف المسؤول الأممي: «إن غزة تتعرض لعقاب جماعي، وأطالب مع قادة العالم والأمم المتحدة بإنهاء هذا الحصار غير الشرعي»، مؤكدا أن «الأونروا» ستواصل تقديم خدماتها للاجئين والدفاع عنهم حتى حل قضيتهم بما فيه حق العودة.
وتشير التقارير والإحصاءات المحلية، إلى أن حوالي 80% من أهالي سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية والنقدية المقدمة من ‹الأونروا›.
وحذر الطبّاع، من أن الوضع الاقتصادي في القطاع على حافة الانهيار نتيجة استمرار إسرائيل في فرض حصارها على القطاع ومنع إدخال مواد البناء.
وأضاف: «لقد بلغ معدل البطالة 38.5% في قطاع غزة في الربع الأخير من عام 2013 ليصل إجمالي المتعطلين عن العمل إلى 159 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة، مشيرا إلى انضمام 51 ألف شخص إلى البطالة والفقر خلال فترة الستة شهور الماضية».
وأوضح الطباع أن الخسائر المباشرة لكافة الأنشطة الاقتصادية في قطاع غزة تجاوزت 500 مليون دولار خلال النصف الثاني من عام 2013، وذلك بفعل توقف بعض الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل وانخفاض الإنتاجية في الأنشطة الاقتصادية الأخرى، حيث تراجعت مساهمة الأنشطة الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 60% خلال تلك الفترة، هذا بالإضافة إلى ما تكبده التجار ورجال الأعمال والصناعيون من خسائر نتيجة توقف أعمالهم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -