الفلسطينيون يهدمون «جدارهم العازل»

الفلسطينيون يهدمون «جدارهم العازل»
كتب - عبد السلام عمران

عباس ومشعل وهنية في لقاء سابق (صورة أرشيفية)
بعد نحو 7 سنوات من الانقسام بين القيادة الفلسطينية فى رام الله بالضفة الغربية، وحكومة حركة حماس التى سيطرت على الوضع فى قطاع غزة عام 2007، فاجأ الطرفان العالم بالتوصل إلى اتفاق يهدم »الجدار العازل« الذاتى بينهما، ويتضمن وضع خريطة طريق تشمل تشكيل حكومة توافق، وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، واستئناف اجتماعات اللجنة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومما يدعو إلى التفاؤل بهذا الاتفاق بعد طول انتظار، وكثير من التوجس والأسف لفشل ما سبق من اتفاقات وتفاهمات بين الجانبين، أنه يأتى هذه المرة من رغبة صادقة تمليها ظروف وأوضاع داخلية واقليمية ودولية غير مسبوقة.
فعلى الصعيد الداخلى، فشل كل من الطرفين فى العزف منفردا، ولم يحقق ما كان يسعى إليه. فالسلطة فى رام الله تكاد تقف الأن أمام جرف هار فى عملية السلام، بالاضافة إلى ما طفح من مخاطر انقسام بشأن خليفة الرئيس محمود عباس »أبو مازن«. ويبدو الوضع فى غزة أكبر فشلا مع تردى الأوضاع الاقتصادية وتذمر الشارع من استمرار الانقسام. فقد أجمع خبراء اقتصاديون على أن الوضع الاقتصادى فى غزة بات على شفا الهاوية نتيجة عدة عوامل أبرزها استمرار الحصار الإسرائيلى وإغلاق الأنفاق المنتشرة على الحدود بين غزة ومصر. ويؤكد ماهر الطباع مدير العلاقات العامة فى الغرفة التجارية لمحافظات غزة أن ما يقارب نصف مليون شخص باتوا فاقدين للدخل اليومي، وأن نسبة البطالة قد تصل خلال الأشهر المقبلة إلى 43% إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن.
وعلى الصعيد الاقليمى، أضحت رهانات الجانبين على الأطراف العربية الداعمة لهما خسارة عليهما، فمع انشغال بعض الدول بأوضاعها الداخلية وانصرافها الواضح عن الفلسطينيين وانقسامهم، وسوريا التى تنهار تحت وطأة الاقتتال الداخلى، لم يعد أمام رام الله سوى الرهان على الشعب الفلسطينى نفسه، فيما تقف حماس معزولة اثر تصاعد التوتر فى علاقاتها مع مصر،وتراجع دعم ايران لها بعد اتفاق طهران مع الغرب بشأن الملف النووى .
وتكمن الطامة الكبرى على الفلسطينيين قادة وشعبا وقضية، فى انصراف القوى الدولية خاصة الولايات المتحدة عنهم، واستسلامهم للابتزاز الاسرائيلى على صعيد عملية السلام التى تحتضر ولا يضير العالم اعلان وفاتها. ولكن مع كل هذه الأسباب التى تبشر بنجاح الفلسطينيين فى تحقيق المصالحة، فإن الأسباب ذاتها قد تكون سببا لانتكاستهم مجددا إذا لم يتم تغليب مصلحة الشعب الفلسطينى وقضاياه على المصالح الشخصية والحركية.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -