رغم الحصار...غزة تصدر التوابل الخضراء لأوروبا

رغم الحصار...غزة تصدر التوابل الخضراء لأوروبا

جريدة الحياة الخميس 02 أيار ( 22 جمادى الآخرة ) 2013 العدد 6285 
غزة - وفا- يواصل المزارعون في قطاع غزة، رغم الحصار الإسرائيلي، تصدير التوابل الخضراء، إلى الدول الأوروبية. وتصدر غزة أصنافاً عدة من التوابل الخضراء للأسواق الأوروبية أهمها المرمية والبابونج والريحان وعشبة الإتركان، إضافةً إلى الزهور والتوت الأرضي (الفراولة).
ويقول الخبير الاقتصادي ومدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية في غزة، ماهر الطباع، إن سلطات الاحتلال تحرم المزارعين في غزة من تصدير منتجاتهم الزراعية منذ ستة أعوام متواصلة، حيث تحظى المنتجات الزراعية في القطاع بجودة عالية وتكون ضمن المواصفات العالمية.
وأشار الطباع إلى أنه خلال عامي 2010و2011 سمحت إسرائيل بتصدير بعض المنتجات الزراعية للأسواق الأوروبية فقط، وتتم لسببين هما أن منتجات غزة الزراعية ذات جودة عالية وتكون مطلوبة في الفترة، التي يكون فيها إنتاج في القطاع، نتيجة لحالة الصقيع في أوروبا، ولا تكون هذه المنتجات موجودة في أوروبا، فيضطروا لاستيرادها من الخارج، واستيرادها من قطاع غزة.


وذكر الطباع أن "السبب الثاني يتمثل بالاستفادة من الإعفاء الجمركي، الذي يتمتع به المستورد الأوروبي، حيث يستفيد من الإعفاء الجمركي ضمن الاتفاقية الموقعة بين السلطة الوطنية والاتحاد الأوروبي إعفاء جمركي متبادل، فلهذا السبب في بعض المنتجات الزراعية تصدر إلى أوروبا على رأسها الفراولة التوت الأرضي الفلفل الرومي البندورة الشيري الزهور وفي آخر عامين بدأ تصدير التوابل الخضراء مثل الميرمية والريحان والبابونج".
ولفت إلى أن الاحتلال يمنع تصدير أي نوع من المنتجات الزراعية إلى المحافظات الشمالية من الوطن، "حتى اللحظة إسرائيل تمنع تصدير كافة المنتجات الزراعية والصناعية في أسواق الضفة".
ونوه الخبير الاقتصادي إلى أن المزارعين في غزة تكبدوا خسائر خلال الأعوام الماضي تقدر بملايين الدولارات، بسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر، موضحا ان "انخفاض الرقعة الزراعية ومساحات الأراضي المزروعة ضمن الزراعات التصديرية بشكل كبير بسبب تخوف المزارعين، وهذه الزراعات التصديرية تكلف المزارعين ثمناً باهظاً وتكلفة الإنتاج لها عالية جداً وتكون ضمن مواصفات عالية جداً ففي حال عدم تصديرها للخارج وبيعها للسوق المحلية أو تلفها يتعرض المزارع لخسائر فادحة، لهذا كثير من المزارعين عزفوا عن الاستمرار في الزراعة بالمحاصيل التصديرية فانخفضت الرقعة ومساحات الأرض المزروعة، وهذه تشكل خسارة في القطاع الزراعي وخسارة لأسواق بناها المصدرون والمزارعون الفلسطينيون على مدار الأعوام الماضية في الأسواق الأوروبية، التي أهمها هولندا ومنها تنطلق إلى دول العالم الأخرى".
وأكد الطباع أن "عملية التصدير للتوابل الخضراء تتم عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرق قطاع غزة، وضمن إجراءات معقدة وصعبة تؤثر أحياناً عملية التأخير على جودة المنتج، عدا عن تكاليف النقل والإجراءات والعراقيل أمام انسياب الصادرات".
ويقدم اتحاد لجان العمل الزراعي في غزة، دعماً لوجستياً للمزارعين لمساندتهم وتسهيل عملية تصدير منتجاتهم الزراعية للأسواق الأوروبية. وفقاً للمهندس بشير الأنقح، مدير المشاريع في الاتحاد.
وقال الأنقح "لدينا مشروع دعم المحاصيل التصديرية ممول من هولندا عبر الممثلية في مدينة رام الله، نحن أخذنا المرحلة الأخيرة وكان قبل ذلك مرحلتان لصالح الإغاثة الزراعية"، مشدداً على أن "الخدمات التي تقدم للمزارعين تهدف لدعمهم وتتمثل بالمساعدة في إصدار وتجديد الوثائق (شهادات) حتى يستطيعوا أن يصدروا إلى أوروبا ما يطابق المواصفات الزراعية، التي وضعها الاتحاد الأوروبي.
وتابع:"هذا مشروع يتم من خلاله دعم المزارع من خلال نسبة في المدخولات للزراعة مثل الأشتال والبيوت البلاستيكية وعملية التأهيل، إضافةً إلى دعم الجمعيات التي يصدر من خلالها المزارع".
وكشف الأنقح عن إنشاء وحدة تسويق في أوروبا لتسويق المنتجات الوطنية من الضفة لغزة، مضيفاً "نحن نعمل في هذه المرحلة لإيجاد شراكة مع الضفة عبر شركة جبل الزيتون لإيجاد مستشار تسويق دولي يكون في أوروبا، للقيام بإنشاء وحدة تسويق ويعمل على تسويق للمنتجات الفلسطينية ويساهم في عملية الاستمرارية بعد انتهاء المشروع حتى يستطيع المزارع أن يصدر بناءً على الشهادات التي يحصل عليها وبناءً على التدريبات وتطبيقه للمواصفات المطابقة للمواصفات الأوروبية".
ونوه الأنقح إلى أنه في ظل إغلاق سلطات الاحتلال للمعابر في غزة، المزارعون يتعرضون لخسائر جمة، "خلال نيسان الماضي كان عدد الإغلاقات كبير، هذا أدى إلى تلف منتجات زراعية وحرقها".
ودعا المزارعون الجهات المختصة إلى تسهيل عمليات تسويق منتجاتهم الزراعية.
ويشرح المزارع الحاج أبو علي حجي (67 عاما) من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، "أرضنا خصبة وفيها أصناف غير موجودة في البلاد الثانية، أنا أزرع الريحان وهذا يوضع على الأكل خصوصاً الخضار منه مثلا على طبيخ البامية ويعطي للأكل نكهة ممتازة وطعم لذيذ، وأنت مار في أول الشارع تشم رائحة طبخة البامية الموجود عليها الريحان هذا أهم ما يميز الريحان، كمان البابونج هو عشبة موجودة بكثرة في أرضنا هنا في غزة استخداماته كثيرة يغلى كالشاي ويجعل الإنسان بصحة جيدة ويزيل الالتهابات أياً كانت ويسلك مجرى التنفس من البلغم".
ويأمل حجي وهو واحد من أكثر من ألفي مزارع بإبقاء الأسواق الأوروبية مفتوحة أمام المنتجات الزراعية الفلسطينية.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -