الفلسطينيون يتطلعون لجني الفوائد الاقتصادية من زيارات التضامن

           الفلسطينيون يتطلعون لجني الفوائد الاقتصادية من زيارات التضامن   

الأربعاء, 12 ديسمبر, 2012, 15:15 بتوقيت القدس

غزة- صفاء عاشور

تزايدت أعداد الوفود العربية والإسلامية والأجنبية التي قدمت إلى قطاع غزة خلال السنوات الست الماضية، في إطار هدفها كسر الحصار الإسرائيلي الذي تفرضه على القطاع، مقدمة مساعدات عينية ومالية مختلفة، وزادت حركة تلك الوفود في الاونة الاخيرة بشكل ملحوظ.

وحملت هذه الوفود الكثير من المساعدات التي وجهت إلى قطاعات حيوية في قطاع غزة، وهو ما اعتبره كثير من الخبراء مقدمة لكسر الحصار عن القطاع، وخطوة جريئة للتضامن مع أهالي غزة.


أثر بعيد المدى

وأوضح المحاضر في الجامعة الإسلامية د.محمد مقداد، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا ينتظر مساعدات كثيرة من الوفود القادمة للتضامن معه، وأنهم يكتفون بالدعم المعنوي والنفسي لهم في وقت تخلت عنهم كثير من الدول.

وقال لـ"فلسطين":" إن الوفود العربية والأجنبية عند قدومها لقطاع غزة ساهمت في كسر الحصار وتحقيق آثار غير مباشرة في تقديم دعم اقتصادي أتى بعد ذلك، وقد بدأت آثار هذه الوفود تظهر جلياً بعد الحرب على قطاع غزة".

وتابع مقداد:" إن المساعدات العينية التي حملتها الوفود للقطاع الصحي، والمعاقين، والفقراء، ومنكوبي الحرب، قد ساهمت في التخفيف قليلاً مع المأساة التي يعيشها قطاع غزة في كثير من المجالات.

وأشار إلى أن هذه الوفود يمكن اعتبارها مقدمة للتعاون بين الدول التي جاءت منها وبين قطاع غزة، بعد أن نقلت انطباعاتها عن الحالة التي يعيشها القطاع وحاجته الماسة لتقديم المساعدات إليه.

ولفت إلى تعاون واضح بين الحكومة في القطاع وبين عدة دول عربية وعلى رأسها مصر وقطر ومع دول إسلامية مثل: ماليزيا واندونيسيا، وتركيا وغيرهم، مشدداً على ضرورة أن تطبق هذه العلاقات إلى اتفاقيات اقتصادية بين الطرفين ليلمس المواطن الفلسطيني آثارها على أرض الواقع.


وفود أكثر

من جهته، بين الناطق الإعلامي باسم ملف استقبال الوفود في وزارة الخارجية علاء الدين البطة، أن قطاع غزة استقبل خلال الحرب الأخيرة على غزة وما بعدها ما يقارب من 120 وفداً عربياً وإسلامياً وأجنبياً.

وذكر في حديث لـ"فلسطين"، أن هذه الوفود قدمت مساعدات مالية، ومساعدات عينية وإغاثية لوزارة الشئون الاجتماعية ولبعض الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى مساعدات طبية تم تسليمها لوزارة الصحة في القطاع.


مردود تضامني

و قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع:" خلال فترة الحصار على القطاع منذ ست سنوات تعددت القوافل والوفود القادمة لكسر الحصار عن قطاع غزة، وأن الوفود كانت تحمل معها مساعدات طبية، وغذائية، ومساعدات صغيرة".

وتابع في حديث لـ"فلسطين":" ولكن هذه المساعدات لم يكن لها المردود الاقتصادي الواسع الذي يحتاجه قطاع غزة، وإنما اقتصرت على المردود التضامني مع الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن بعد الحرب على غزة زادت أعداد الوفود التي تأتي للقطاع.

وأوضح الطباع أن قطاع غزة بعد تعرضه لحربين خلال الخمس سنوات الأولى في عام 2008-2009 والثانية في منتصف شهر نوفمبر 2012 وفي ظل حصار مستمر، فإن القطاع يحتاج إلى أكثر مما تحضره الوفود من مساعدات عينية أو نقدية بسيطة.

وبين أن القطاع يحتاج الآن إلى إعادة إعمار كامل لقطاعات حيوية تعمد الاحتلال الإسرائيلي تدميرها بشكل ممنهج من خلال حصاره وحربه على القطاع، وعلى رأسها إعادة إعمار البنية التحتية بكافة أفرعها، وقطاع التعليم الذي يعاني من عجز في أعداد المدارس، وكذلك الأمر في أعداد المستشفيات.

ولفت الطباع إلى أن الدعم القطري والذي كان بقيمة 400 مليون دولار كان من أبرز المنح والمساعدات التي قُدمت للقطاع، لأنها ركزت على مشاريع هامة للغاية ويحتاج القطاع إلى تنفيذها بأسرع وقت.

ودعا الدول العربية والأجنبية إلى تنفيذ ما تعهدت به في مؤتمر إعادة إعمار القطاع في شرم الشيخ، وتقديم الدعم الذي قدر بـ4 مليارات دولار، حتى يتم البدء في تنفيذ مشاريع الإعمار، مشيراً إلى أن القطاع يحتاج إلى ما يقارب من 10 مليارات دولار لإعادة الإعمار من جديد.

وأكد أن نظرة الدول العربية والإسلامية والأجنبية قد اختلفت تجاه قطاع غزة، وأن كثيرا من الدول على استعداد أن تقدم الدعم الكامل لمشاريع حيوية يتم تنفيذها على الارض لتحريك عجلة الاقتصاد.

فلسطين أون لاين

http://felesteen.ps/details/news/82947/الفلسطينيون-يتطلعون-لجني-الفوائد-الاقتصادية-من-زيارات-التضامن.html

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -