بموسم العيد.. أسواق القطاع "على حطة ايدك"

بموسم العيد.. أسواق القطاع "على حطة ايدك"  

الإثنين, 22 أكتوبر, 2012, 12:27 بتوقيت القدس

غزة-صفاء عاشور

مع العد التنازلي لاقتراب عيد الأضحى، لا تزال أسواق قطاع غزة بعيدة عن أجواء العيد، حيث حالة الركود تضرب الأسواق وتصيب التجار بحيرة حول سبل الخروج من الحالة السائدة.

وأكد محللون وتجار أن الأسواق تعيش ظروفاً غير طبيعية في ظل اقتراب عيد الأضحى المبارك، لافتين إلى أن صرف حكومة رام الله رواتب الموظفين خلال الأيام القادمة لن يكون مجدياً كثيراً، لأن الأوان قد فات على شراء الكثير من التزامات العيد.

الفرجة وبس
وفي جولة لصحيفة "فلسطين" في شارع عمر المختار "الحيوي" وسط مدينة غزة، كانت الأجواء شبة عادية، فلا شيء يمكن ملاحظته ليدلل على أنه خلال الأيام القادمة سيكون هناك عيد عند أهالي القطاع.

تجولنا بين المحلات فوجدنا أغلبها شبه فارغة لا يدخلها إلا قليل من المشترين، ومعظم هذا القليل يتردد على محلات الملابس النسائية والأطفال ويغادر في الغالب دون شراء شيء.

رمضان الداهوك عامل في محل الأميرة للملابس النسائية، ينتظر بفارغ الصبر أن تدخل عليه إحدى الزبونات للشراء، فإن دخلت يجدها تنظر وتتمعن في الملابس المعروضة في المحل ثم تسأل عن سعر إحدى القطع وإن لم يعجبها _وهو ما يحصل في الغالب_ تخرج حتى أن تفاصل.

وقال الداهوك لـ"فلسطين":" معظم من ينزلون للأسواق يأتون للفرجة فقط، رغم أن أسعار الملابس جيدة ومناسبة للمواطنين إلا أن تأخر صرف الرواتب للموظفين خاصة رواتب السلطة الفلسطينية أضعف حركة السوق بشكل كبير".

وأضاف:" رغم شرائنا لكميات من الملابس التركية الجديدة ذات الموديلات التي تناسب أذواق المواطنين، إلا أننا نجدهم يقبلون على شراء الملابس المصنوعة في الصين لرخص ثمنها"، مشيراً إلى أن كثيرا من الزبونات اتهمن أصحاب المحل برفع أسعار الملابس.

وبين أن المنتجات الصينية ذات الجودة الرديئة تنافس وبقوة المنتجات ذات الجودة الكبيرة في الملابس، منوهاً إلى أن المواطنين وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لا يهمهم الجودة مقابل السعر الذي يستطيعون دفعه للملابس.

وحول إمكانية أن تتمكن الرواتب من تحريك الأسواق خلال الأيام القادمة، نفي الداهوك إمكانية إحداث تأثير كبير في حركة الأسواق بعد نزول الرواتب، مرجعاً ذلك، إلى تأخر صرف الرواتب وإلى الالتزامات الكثيرة والديون المتراكمة على المواطنين منذ شهور.

طاقة أمل
وعلى الطريق ذاته، نجد بعض البسطات التي تمكنت من إيجاد مكان لها لعرض بضائعها، وهذه البسطات وجدت إقبالاً بسيطاً عليها من بعض النساء اللواتي أردن أن يشترين الملابس لأطفالهن.

أمل سعدي أم لأربعة أطفال وربة منزل من مدينة غزة نزلت إلى السوق لعلها تجد بعض الملابس التي يناسبها سعرها وتشتريها لأطفالها لترسم بسمة بسيطة على وجوههم في هذا العيد.

قالت سعدي لـ"فلسطين":" الأسعار غالية في المحلات ومنذ دخولي للسوق تجنبت دخول الكثير من المحلات الخاصة بملابس الأطفال والتي تبيع بأسعار ربما تكون أغلى من ملابس الكبار".

وأضافت وهي تقلب بين يديها بلوزة صوفية خفيفة:" أتوقف عند بعض البسطات التي تعرض ملابس الأطفال، فلعل أجد ما يُفرح أطفالي وإن كانت ملابس ليست جميلة ولكنها في النهاية جديدة سيفرحون بها في العيد".

وبعد سؤال لصاحب البسطة عن سعرها، أكملت حديثها معنا:" البسطات تعرض ملابس يتراوح سعرها ما بين 10-20 شيقلا وربما يصل سعر بعض القطع إلى 25 شيقلا، وهذه الأسعار مناسبة جداً للشراء في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها".

ركود عام
ويؤكد الخبير الاقتصادي ماهر الطباع أن حالة من الركود تسود الأسواق في مختلف مناطق قطاع غزة، على الرغم من اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، مرجعاً السبب إلى الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية.

وقال الطباع لـ"فلسطين":" إن حالة من الركود التجاري تخيم على الأسواق منذ عدة أشهر بسبب الأزمة الاقتصادية وتأخر صرف الرواتب"، مشيراً إلى أن الركود أصاب كافة القطاعات وفي مقدمتها الأضاحي، الملابس، المأكولات وغيرها.

وتابع:" على الرغم من صرف السلطة 50% من الرواتب على الصراف الآلي، إلا أن معظمها ذهب لالتزامات الموظفين بقروض أو سلف أو كسداد ديون بسبب تأخر الرواتب، وعلى مصاريف أخرى أهم من احتياجات العيد".

ولفت إلى أن الموظفين استلموا نصف رواتبهم متأخرة عن الموعد المحدد بثلاثة أسابيع وبعد أن تراكمت عليهم كثير من الالتزامات من الشهور الماضية، منوهاً إلى أن الموظفين فقدوا الثقة بالرواتب وإمكانية تسديد ديونهم منها بسبب تأخر مواعيد صرفها.

وبين الطباع أنه في الأوضاع الطبيعية تكون مشتريات عيد الأضحى أقل من عيد الفطر، وذلك بسبب اهتمام الكثيرين بشراء الأضاحي، ولكن في الوقت ذاته، فإن الحركة التجارية في هذا العيد غير طبيعية وليست بالمستوى المطلوب.

واستبعد الطباع أن يُحدث صرف الرواتب لموظفي حكومة رام الله الحركة التجارية المطلوبة في الأسواق نظراً لاستلامها في وقت متأخر، بالإضافة إلى أن معظمها سيذهب لتغطية المصاريف والمشتريات اليومية وبعض احتياجات العيد البسيطة.

فلسطين أون لاين

http://felesteen.ps/details/news/80592/بموسم-العيد-أسواق-القطاع-على-حطة-ايدك.html
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -