المشاريع الصغيرة.. الملجأ لغياب مقومات المشاريع الكبرى

المشاريع الصغيرة.. الملجأ لغياب مقومات المشاريع الكبرى

السبت, 02 يونيو, 2012, 11:14 بتوقيت القدس

غزة- نرمين ساق الله

الاقتصاد الفلسطيني يعتمد على نسبة كبيرة من المشاريع الصغيرة أرشيف
الاقتصاد الفلسطيني يعتمد على نسبة كبيرة من المشاريع الصغيرة (أرشيف)
تُعد غالبية المشاريع القائمة في الأراضي الفلسطينية صغيرة أو متناهية الصغر، فهي باتت ملجأ المواطنين في ظل غياب مقومات المشاريع الكبرى ، حيث أظهرت البيانات أن أكثر من (90%) من المؤسسات العاملة في الأراضي الفلسطينية يعمل فيها ما بين( 4-10 ) عمال.

ومما لاشك فيه أن المشاريع الصغيرة تعد قدر الفلسطينيين خاصة في السنوات الأخيرة، نظراً للمزايا التي تتمتع بها، فالمشاريع توظف أعداداً من العمال غير المهرة، وتساعد في الحد من البطالة والفقر، وتعتمد على الموارد المحدودة، إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير.


أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر د. معين رجب أكد أن السمة التي تميز الاقتصاد الفلسطيني هو انتشار المشروعات الصغيرة حيث تمثل المشروعات النسبة العظمى من مجموع المشاريع المنتشرة في الأراضي الفلسطينية.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن المشاريع متوسطة الحجم قليلة والكبرى قليلة جدا، مبينا أن أغلب الدول النامية تنتشر فيها المشاريع الصغيرة التي تعتمد على تسويق محدود.

وأشار رجب إلى أن المشاريع الكبيرة لها متطلبات لنجاحها خاصة توفر التمويل والقدرة على تسويق الإنتاج، والحصول على المواد الخام المتوفرة بسهولة، والبحث عن أسواق خارجية لتسويق الإنتاج وليس الاعتماد على السوق الداخلي فقط.

وأضاف: إن" المشاريع المتوسطة والكبيرة الحجم لها متطلبات خاصة غير متوفرة في الأراضي الفلسطينية، منوها إلى أن المشاريع الصغيرة هي التي تتناسب مع الظروف الفلسطينية".

وتابع رجب: إن" درجة المخاطرة في المشاريع الصغيرة أقل حيث انخفاض حجم رأس المال بالتالي يكون حجم الخسائر قليلة، أما المشاريع الكبيرة في ظل ارتفاع درجة مخاطرتها فإنها عرضة لخسائر فادحة".

وبين أن المشاريع الصغيرة لا تتحمل أعباء ضريبية وتعتمد على الأيدي العاملة بنسبة قليلة إضافة إلى محدودية استخدامها لتكنولوجيا في الإنتاج، على عكس المشاريع الكبيرة التي تعتمد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الإنتاج الأمر الذي يمكنها من خفض تكلفة إنتاجها.

ونوه رجب إلى أن المشاريع الصغيرة لا يمكن حصرها في الاقتصاد المحلي لتعددها، ويمكن للأفراد إقامة مشاريع صغيرة في داخل منازلهم، إلا أن الكبرى بحاجة إلى مساحة واسعة للإقامة فوقها، وتكون محدودة ومميزة.


من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي د. ماهر الطباع أن التركيبة الاقتصادية للاقتصاد الفلسطيني تعتمد بنسبة (90 %) على المشاريع الصغيرة، وتتميز المشاريع في الأراضي الفلسطينية بأنها مشاريع عائلية وأن الأيدي العاملة فيها محدودة.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن المناطق الفلسطينية تعاني من ضعف في المشاريع الكبيرة؛ بسبب حاجتها إلى رؤوس أموال كبيرة، إضافة إلى أعداد كبيرة من الأيدي العاملة، منوهاً إلى أن شركات المساهمة العامة تعد مشاريع كبيرة بسبب كبر حجم رأس مالها المتداول.

وأشار الطباع إلى أن المشاريع العائلية يصعب تحويلها إلى مشاريع كبيرة، لحاجتها إلى زيادة رأس المال والأيدي العاملة، والمشاريع العائلية تحبذ العمل ضمن العائلة وعدم التوسع وإضافة شركاء جدد.

وأضاف إن" المشاريع الصغيرة تكون عرضة للأزمات علاوة على ذلك لا يوجد قانون ناظم لها، في حين أن المشاريع الكبيرة تعتمد على عدة مشاريع ولا تقتصر على مشروع واحد وفي حال تعرض أحد المشاريع لأزمة لا ينهار المشروع بسبب وجود عدة مشاريع، لذلك فهي أقدر على الصمود".

وتابع: إن" رأس المال المتوفر هو الذي يحدد طبيعة المشروع إن كان صغيراً أو متوسطاً أو كبيراً، وأغلب رؤوس الأموال المتوفرة في الأراضي الفلسطينية لا تعد كبيرة، مقارنة مع الدول العربية أو دول العالم، مشددا على ضرورة وجود تشريعات تحمي المشروعات الصغيرة والكبيرة".

يشار إلى أن المشاريع الصغيرة تنتشر في مختلف الأراضي الفلسطينية، وقد ساهمت في توفير العديد من الفرص لبعض فئات المجتمع وبالذات النساء، مما أدى إلى تحقيق المزيد من العدالة.

فلسطين أون لاين

http://felesteen.ps/details/35775/المشاريع-الصغيرة-الملجأ-لغياب-مقومات-المشاريع-الكبرى.html


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -