قطاع غزة.. من مصدر للحمضيات إلى مستورد لها عبر الأنفاق

قطاع غزة.. من مصدر للحمضيات إلى مستورد لها عبر الأنفاق
الاثنين 11 تموز (10 شعبان ) 2011 العدد 5637 
تقرير اخباري
غزة - وفا- أعلنت الغرفة التجارية لمحافظات غزة، امس، أن قطاع غزة تحول من مصدر للحمضيات إلى مستورد لها عبر الأنفاق. وأوضح مدير العلاقات العامة بالغرفة ماهر الطباع أن القطاع الزراعي الفلسطيني يمثل القاعدة الإنتاجية الأساسية للاقتصاد الفلسطيني، إذ يشغل نسبة كبيرة من القوى العاملة الفلسطينية ويساهم بنسبة كبيرة في الإنتاج المحلي الإجمالي.
وقال لـ «وفا» إن الصادرات الزراعية تساهم بنصيب كبير في التجارة الخارجية وتوفير العملات الأجنبية, إضافة إلى أن القطاع الزراعي يوفر الكثير من المواد الأولية للقطاع الصناعي.
وأشار إلى أن البنية التحتية لم تحظ بأي اهتمام من قبل السلطات الإسرائيلية خلال فترة الاحتلال، ومع بداية انتفاضة الأقصى تأزم وضع القطاع الزراعي، واستهدفت قوات الاحتلال قطاع الزراعة بشكل منتظم ومبرمج من تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار وتدمير شبكات الري وردم آبار المياه وتدمير المنشآت الزراعية.
وتحدث عن إمعان القوات الإسرائيلية في إجراءاتها التدميرية للزراعة، حيث قامت بعرقلة حركة التصدير والتسويق بين محافظات الوطن والخارج، وشل حركة العمال ومنع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم.
ويعتبر القطاع الزراعي الأكثر استهدافاً نتيجة للسياسات والإجراءات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالأرض والمياه والقوى العاملة، وصعوبة تصريف الفائض الزراعي، مما أدى إلى خلل في الإنتاج وسوق القوى العاملة الزراعية وفي البنية التحتية والمؤسسات الزراعية وخلل في الخدمة الزراعية المساندة كالتسويق والقروض والإرشاد الزراعي، وفق الدكتور الطباع.
واشتهر قطاع غزة خلال العقود الثلاثة من القرن الماضي بزراعة الحمضيات وتصديرها إلى الدول العربية والأوربية وكانت تشكل دخل اقتصادي كبير لقطاع غزة وتعتبر هذه الفترة هي العصر الذهبي للحمضيات وكان يطلق عليها الذهب الأصفر لعوائدها الكبيرة و في يومنا هذا أصبحنا نستورد الحمضيات عبر الأنفاق.
وقال: انخفضت كميات إنتاج وتصدير الحمضيات في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ ومفاجئ وذلك نتيجة للإجراءات الإسرائيلية من تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار؛ حيث انخفضت كمية إنتاج الحمضيات من عام 1994 إلى عام 2006 بنسبة تزيد عن 70% وبلغت الكمية المنتجة في عام 1994 حوالي 103774 طنا، أما عام 2006 فبلغت 19500 طن تقريبا.
وأضاف: انخفضت كمية تصدير الحمضيات من عام 1994 إلى عام 2006 بنسبة تزيد عن 90%، حيث بلغت الكمية المصدرة في عام 1994 حوالي 89307 أطنان، وبلغت عام 2006 ما يقارب 1733 طنا، وكانت آخر كمية من الحمضيات تصدر من قطاع غزة إلى الخارج وذلك بعد فرض الجانب الإسرائيلي الحصار على قطاع غزة عام 2006.
وعزا انخفاض إنتاج وتصدير الحمضيات إلى العديد من الأسباب أهمها تجريف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالحمضيات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى والحرب الأخيرة على قطاع غزة، وعدم اهتمام المزارعين بشجرة الحمضيات نتيجة تدني الأسعار وارتفاع تكاليف النقل بسبب الحصار المفروض من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، إضافة لتقلص المساحات المزروعة بالحمضيات بسبب النقص الحاد في المياه المتاحة للري، وتحويل جزء من الأراضي المزروعة بالحمضيات إلى زراعة الزهور ومنتجات أخرى لوجود جدوى اقتصادية فيما يتعلق باستخدام المياه، وتحويل جزء من الأراضي المزروعة بالحمضيات إلى أراضي سكنية.
ومن أهم أسباب تدهور تصدير الحمضيات، قال الدكتور الطباع: تحويل التصدير من معبر بيت حانون إلى معبر المنطار حيث أن الحمضيات كانت تصدر من خلال قوافل الشاحنات الفلسطينية إلى الخارج عبر معبر بيت حانون, حيث كانت حوالى 93 شاحنة فلسطينية مجهزة ومخصصة لنقل الحمضيات من غزة إلى منطقة الشونة في المملكة الأردنية الهاشمية بشكل مباشر، في حين انخفض عدد مصدري الحمضيات من 117 مصدرا عام 1994 إلى 12 مصدرا عام 2006، واليوم لا وجود لمصدري الحمضيات.


http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=7&id=143021&cid=2888
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -